وقف إطلاق النار وفتح معابر قطاع غزة
د.ماهر تيسير الطباع
خبير ومحلل اقتصادي
بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار والذي تم إعلانه بتاريخ 26/8/2014 بعد حرب إسرائيلية شرسة و ضروس و طاحنة استمرت على مدار 51 يوم , استهدفت البشر و الشجر و الحجر وحرقت الأخضر واليابس دون تمييز , يأمل الجميع بقطاع غزة بانتهاء الحصار الظالم المستمر من قبل إسرائيل منذ ثمان سنوات و الذي يتجلى في فتح كافة المعابر التجارية التى تربط قطاع غزة بإسرائيل والسماح بدخول كافة الواردات إلى قطاع غزة دون قيود أو شروط ودون تحديد الكم و النوع  للسلع و البضائع و السماح بتصدير كافة المنتجات الصناعية و الزراعية من قطاع غزة إلى العالم الخارجي و تسويقها في أسواق الضفة الغربية , كما يأمل مواطنى قطاع غزة بحرية الحركة والسفر للخروج من السجن المغلق على مدار ثمان سنوات من الحصار و الدمار, و إيجاد آلية للتواصل الجغرافي بين قطاع غزة و الضفة الغربية.

إن إنهاء الحصار سوف يساهم في البدء السريع بعملية إعادة الاعمار و التى سوف يكون لها الاثر الايجابي على تحسين الوضع الاقتصادي و خفض معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة و التي بلغت قبل بدء الحرب الثالثة على قطاع غزة حسب بيانات الربع الثاني من عام 2014  الصادرة من مركز الإحصاء الفلسطيني 45% و تجاوز عدد العاطلين عن العمل أكثر من 200 الف شخص وفقد أكثر من 700 الف مواطن في قطاع غزة إلى دخلهم اليومي و هو ما يمثل أكثر من ثلث سكان قطاع غزة , أما بعد الحرب و ونتيجة لانهيار المنظومة الاقتصادية في قطاع غزة بفعل الحرب الشرسة الضروس التى تعرض لها القطاع من المتوقع أن يزداد عدد الفقراء و المحرومين من حقهم في الحياة الكريمة و أن تتجاوز معدلات البطالة في قطاع غزة  55% وسوف ينضم ما يزيد عن 30 الف شخص إلى مستنقعات البطالة.
و هنا أود أن أرصد حال معابر قطاع غزة المرتبطة بإسرائيل حتى نتعرف عن أي معابر تتحدث إسرائيل في خطابها الاعلامي.
معبر بيت حانون (إيرز)
إسرائيل تفرض قيود شديدة لتنقل الافراد عبره حتى وإن كان هدفهم الضفة الغربية و 90% من سكان قطاع غزة ممنوعين أمنيا من دخول إسرائيل و بالتالى لا يستطيعون دخول الضفة الغربية, و المطلوب إيجاد آلية للربط الجغرافي بين قطاع غزة و الضفة الغربية تكفل حرية حركة المواطنين دون تدخل إسرائيل بذلك.
معبر المنطار( كارني)
تم إغلاقه بشكل نهائي من قبل إسرائيل 31/3/2011 و تدميره ونقل العديد من المعدات الخاصة به إلى معبر كرم ابوسالم بهدف عدم الحديث و التفاوض حول تشغيله مرة أخرى , حيث يعتبر معبر المنطار المعبر التجاري الأكبر لقطاع غزة و المجهز بشكل كامل حيث يحتوي على 21 مسار لدخول البضائع ويستوعب دخول ما يزيد عن 700 شاحنة يومية من الواردات  و ما يزيد عن مائة شاحنة من الصادرات من غزه إلى الخارج , هذا بالإضافة أن البضائع كانت ترد بالحاويات.
معبر الشجاعية (ناحل العوز)
تم إغلاقه بتاريخ 4/1/2010 وتم إزالته بشكل كامل واستخراج الخزانات الارضية الموجودة به وكان مخصص لدخول مشتقات البترول ( البنزين – السولار- الغاز).
معبر صوفا
وهو عبارة عن صحراء جرداء كان يستخدم قبل فرض الحصار لنقل مواد البناء خصوصا الحصمة , وتم استخدامه في بداية الحصار لنقل البضائع لقطاع غزة قبل إغلاقه نهائيا.
معبر كرم أبو سالم
أما معبر كرم أبو سالم فهو لا يصلح لإدخال كافة احتياجات قطاع غزة في حال تم إنهاء الحصار بشكل كامل وبدأت عملية الإعمار , وذلك من ناحية الية العمل المتبعة و عدد ساعات العمل و البنية التحتية الخاصة بالمعبر , حيث أن معبر كرم أبو سالم في حاله هذا لا يستوعب دخول أكثر من 450 شاحنة في اليوم , بينما يحتاج قطاع غزة إلى 1000 شاحنة يوميا و على مدار أيام العام من مختلف السلع و البضائع, وإدخال الاليات و المعدات وشاحنات النقل في حال إنهاء الحصار بشكل كامل و جذري , ونتيجة لحصار قطاع غزة على مدار ثمان سنوات وتوقف العديد من المشاريع التنموية وتعرضه لثلاث حروب متتالية تركت خلفها دمار هائل ومنع دخول مواد البناء خلال تلك الفترة فإن قطاع غزة بحاجة إلى 10000 طن يوميا من الاسمنت أي ما يعادل حمولة 250 شاحنة هذا بخلاف الحصمة و الحديد ومواد البناء الأخرى وذلك للبدء في عملية إعمار حقيقة لما تم تدميره خلال السنوات السابقة , وهنا لابد من التنويه بأن معبر كرم ابو سالم يتم إغلاقه بما يزيد عن 130 يوم في العام و هو ما يشكل 35% من أيام العام , حيث يغلق الجانب الإسرائيلي المعبر يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع كعطلة رسمية هذا بالإضافة إلى إغلاقه في الأعياد والمناسبات الإسرائيلية.
 وخلال فترة الحرب الثالثة التى استمرت على مدار 51 يوم أغلقت إسرائيل معبر كرم أبو سالم و منعت دخول العديد من السلع و البضائع و اقتصر تشغيله فقط لدخول المساعدات الإنسانية و السلع الاساسية من المواد الغذائية و كميات قليلة من مشتقات البترول و الادوية و المستلزمات الطبية القادمة إلى القطاع , و انخفضت كمية الواردات إلى قطاع غزة خلال فترة الحرب بنسبة تصل إلى 58% حيث بلغ متوسط عدد الشاحنات الواردة 107 شاحنة يوميا من اصل 250 شاحنة كانت ترد قبل الحرب الثالثة و بلغ إجمالى عدد الشاحنات الواردة خلال فترة الحرب 5481 شاحنة , وتعذر وصول ما يزيد عن 7269 شاحنة إلى قطاع غزة.
ولعودة عمل المعابر إلى ما كانت علية قبل الحصار يجب الضغط على إسرائيل في العديد من القضايا الخاصة بدخول البضائع و التى من أهمها:
·        السماح بدخول البضائع إلى قطاع غزة بالحاويات , وسبق لهولندا أن مولت جهاز فحص أمنى "Scanner Machine " لتسريع العمل بمعبر كرم أبو سالم و إدخال الحاويات.
·        عدم حجز و إتلاف العديد من البضائع لمستوردي قطاع غزة بحجة أنها غبر مطابقة للمواصفات الاسرائيلية.
·        إلغاء قائمة الممنوعات من السلع و الاصناف الممنوع دخولها إلى قطاع غزة بحجة أنها "مزدوجة الاستخدام" و التى تشمل ما يزيد عن 100 سلعة و صنف.
·        إلغاء التصاريح الخاصة لدخول العديد من السلع و البضائع و الماكينات و المعدات و الإلكترونيات إلى قطاع غزة , حيث أن تلك التصاريح تستغرق وقت طويل للحصول عليها.
·        السماح  للجانب الفلسطيني بتحديد السلع الذي يريد إدخالها إلى قطاع غزة وعدد الشاحنات من كل سلعة دون قيود أو شروط.
·   الإدخال الفوري للمعدات و الاليات الثقيلة و الخفيفة الخاصة بالبنية التحتية و التى تمنع إسرائيل إدخالها إلى قطاع غزة منذ فرضت الحصار.
 و اليوم و بعد ثمان أعوام من حصار قطاع غزة  و الذي يعتبر أسوء وأطول حصار يشهده العالم وتعرضه لثلاث حروب متتالية , فإن المجتمع الدولي والمؤسسات و المنظمات الدولية ورعاه السلام و اللجنة الرباعية مطالبين بممارسة الضغط الحقيقي على إسرائيل من أجل فتح كافة معابر قطاع غزة أمام حركة الأفراد والبضائع و العمل على إنهاء الحصار بشكل فوري , لتجنيب قطاع غزة من كارثة اقتصادية , اجتماعية , صحية , بيئية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -