حصار غزة يكلف الفلسطينيين مليار دولار في عام واحد

حصار غزة يكلف الفلسطينيين مليار دولار في عام واحد
2008-06-09
غزة - ضياء الكحلوت-DPA
أكد تقرير متخصص بمناسبة مرور عام على الحصار الإسرائيلي المشدد على قطاع غزة تكبد الاقتصاد الفلسطيني في القطاع جراء إغلاق المعابر التجارية خسائر مباشرة تقدر بحوالي 360 مليون دولار، ذلك بالإضافة إلى خسائر القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وذكر التقرير الذي أعده الدكتور ماهر تيسير الطباع مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية الفلسطينية أن الخسائر الاقتصادية في قطاع غزة تقدر بأكثر من مليار دولار، بعد أن تكبد خسائر اقتصادية مباشرة في قطاعات الإنتاج والاستثمار والتجارة الخارجية والزراعة والصناعة والعمالة, الأمر الذي أثر سلبا على أداء الاقتصاد ومعدلات نموه, ومضاعفة المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار الشامل على قطاع غزة بتاريخ 15-6-2007 أي منذ عام، وسارعت إلى إغلاق جميع المعابر الدولية والتجارية وأصبح سكان قطاع غزة البالغ عددهم 1.5 مليون ونصف في سجن كبير محاصر برا وجوا وبحرا.
وأثر الوضع السياسي والاقتصادي والمعيشي الصعب في قطاع غزة على جميع المؤسسات العامة والخاصة ومنها التعليمية نتيجة النقص الشديد في الكتب المدرسية والجامعية والنقص في المطبوعات و القرطاسية، وأصبحت العديد من العائلات الفلسطينية لا تستطيع توفير الرسوم الجامعية لأبنائها أو حتى الحقائب المدرسية والزي المدرسي، وهذا من شأنه أن يجر هؤلاء الأبناء والشباب إلى مصير قاتم من العجز واليأس وكسر الإرادة إذا ما حرموا من إكمال تعليمهم الجامعي وسوف يكون من الصعب حصولهم على فرص عمل في المستقبل، مما يزيد من مشكلة البطالة.
وتشير إحصاءات من الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن حوالي %20 من الشباب يرغبون الآن في الهجرة إلى خارج فلسطين، في الوقت الذي هاجر فيه الآلاف فعلاً خلال عام 2006 نتيجة عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي، وهو ما يشكل ضغطًا نفسيًا يحول دون استقرار الشباب.
كما أن الاقتصاد في غزة تعرض لخسائر غير مباشرة ناجمة عن غياب فرص توليد الدخل، مما أثر في حرمان اقتصادنا في قطاع غزة من النمو الطبيعي وعزله عن اقتصاده في الضفة الغربية، وعلاقاته مع الأسواق العربية والأجنبية.
وفي حالة استمرار الحصار وإغلاق المعابر المستمر منذ عام فسوف ينهار كل شيء في قطاع غزة، وسوف ينضم جميع سكانه إلى قوافل البطالة والفقر.
حذرت وزارة الصحة الفلسطينية أمس من حدوث «كوارث حقيقية» في حالة تنفيذالسلطات الإسرائيلية قرار وقف ضخ شحنات الوقود المقلصة أصلاً إلى قطاع غزة، وذلك بعد أن أجازت محكمة العدل الإسرائيلية للجيش قطع الوقود رداً على استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع.
وقالت الوزارة في تصريح صحافي إن توقف الوقود يعني توقف محطات المعالجة, وتعريض حياة المواطنين الأبرياء إلى خطر الإصابة بالأمراض المعدية والأوبئة الخطيرة.
وأضافت أن ذلك سيؤدي لتوقف العديد من سيارات مؤسسات الوزارة عن العمل وفي مقدمتها سيارات الإسعاف والطوارئ التي تعمل على نقل المرضى وجرحى وقتلى العدوان, إضافة إلى توقف معظم أقسام المستشفيات وعلى وجه الخصوص أقسام العناية الفائقة وحضانات الأطفال وأقسام القلب والكلى الصناعية.
وجددت الوزارة, التأكيد على أن الحصار بات لا يفرق في فتكه بين كبير أو صغير, وأن الأمراض المزمنة الخطيرة تقضي على أرواح المرضى بسبب نقص العلاج وفي مقدمتها أمراض القلب والسكر والسرطان والفشل الكلوي.
وطالبت المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والعاجل لإنهاء هذه الممارسات ووقف استهداف المدنيين وتحييد القطاع الصحي من الاستهداف و»العدوان», ورفع الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة بشكل شامل منذ قرابة العام.
وكانت مصادر طبية وأخرى في اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار قد أعلنت أمس وفاة مريضة في قطاع غزة جراء منعها من السفر لتلقي العلاج في الخارج بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وذكر الناطق باسم اللجنة رامي عبده في بيان صحافي أن حفيظة عبد السلام شلبي (55 عاماً) المريضة بمرض عضال فارقت الحياة بسبب نقص العلاج ومنعها من السفر لتلقي العلاج في الخارج.
وبوفاة هذه المريضة يرتفع عدد المرضى المتوفين جراء الحصار الإسرائيلي إلى 185 حالة.

http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=15333&issueNo=167&secId=15
 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -