إغلاق المعابر التجارية إلي متى ؟  


 كتبها د. ماهر تيسير الطباع ، في 15 تشرين الأول 2007 

يعد هذا السؤال من الأسئلة الهامة المتداولة اليوم بين مختلف شرائح المجتمع في محافظات غزة , فبعد مرور 120 يوم علي إغلاق المعابر التجارية بدأ كل شيء  ينهار , فانهار قطاع المقاولات والإنشاءات نتيجة عدم دخول مواد البناء الأساسية كالاسمنت والحديد والحصمه  وانهار قطاع الصناعة بشكل كامل نتيجة عدم دخول المواد الخام الخاصة بالصناعة ونتيجة عدم إمكانية تصدير المنتجات الصناعية الجاهزة وانهار قطاع الزراعة نتيجة عدم التمكن من تصدير المنتجات الزراعية للخارج .
 وأوشك القطاع التجاري علي الانهيار وذلك نتيجة للنقص الشديد في البضائع المتوفرة في الأسواق وأوشكت المحال التجارية على إغلاق أبوابها وبدأ التجار والمستوردون يشعرون باليأس من وصول بضائعهم المحجوزة في الموانئ الإسرائيلية وأصبح التجار والمستوردون الفلسطينيون في قطاع غزة على شفا الإفلاس بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة .
 وتم إعادة افتتاح معبر صوفا (المخصص لدخول مواد البناء ) بتاريخ 12/7/2007 أي بعد شهر من الإغلاق المتواصل وذلك لدخول المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والفواكه والمستلزمات الطبية, ولكن المعبر لا يفي بالاحتياجات المطلوبة حيث أن المعبر غير معد لاستقبال البضائع وكان يستخدم في السابق لدخول مواد البناء فقط , كذلك تم إعادة افتتاح معبر كرم أبو سالم لدخول المواد الأساسية فقط .
ويستوعب معبر صوفا ومعبر كرم أبو سالم من 70-100 شاحنة في اليوم , علما بان حاجة قطاع غزة اليومية من 150 – 200 شاحنة وذلك لتلبية الاحتياجات الأساسية والإنسانية فقط .
 كما أن الآلية المستخدمة لدخول البضائع والتي تعتمد على تفريغ البضائع الواردة في ساعات الصباح في ساحة المعبر وتحت الحراسة المشددة وفي الساعة الثالثة بعد الظهر تعود الشاحنات الإسرائيلية إلى إسرائيل ثم تغلق بوابة المعبر ويبدأ التجار الفلسطينيون بتحميل بضائعهم علي سيارات النقل المحلية , ويبذل التجار الفلسطينيين كل ما في وسعهم عند المعبر لإنقاذ الأغذية والفواكه والبضائع الأخرى التي تتعرض لتلف بالغ بسبب سوء النقل والتفريغ والتحميل حيث أن منطقة المعبر غير معده ومجهزة لذلك.
 وبتاريخ 23/7/2007 بدأ التنسيق لمرور القرطاسية والأدوات المدرسية ومواد خام لصناعة البلاستيك وزيوت السيارات وتم بالفعل خلال شهر مرور 135 شاحنة قرطاسيه وأدوات مدرسية , 46 شاحنة مواد خام بلاستيك , 12 شاحنة شنط مدرسية , 12 شاحنة زيوت.
وحسب الطريقة المتبعة لمرور البضائع والقدرة الاستيعابية لمعبر صوفا فإن العديد من البضائع لن تمر إلى قطاع غزة قبل (3) ثلاث شهور على الأقل وذلك في حال موافقة الجانب الإسرائيلي علي عمل التنسيق اللازم لمرورها , ولا يسمح الجانب الإسرائيلي بالتنسيق لأي بضائع أخري غير المذكورة في السابق.
 و بتاريخ 25/9/2007  قلصت قوات الاحتلال الإسرائيلي أصناف البضائع المسموح بدخولها إلي قطاع غزة إلى 8 أصناف رئيسية وأساسية  وهى زيت وسمنة – أرز – طحين – سكر  أدوية - مستلزمات طبية - حليب ومشتقاته -  المجمدات(الحوم والأسماك) .
 وبتاريخ 2/10/2007 تم إضافة 6 أصناف جديدة وهى بقوليات – معلبات لحمة -حفاضات  ورق مناديل(ورق تواليت) – البيض المخصب – التمر والعجوة وبعد ذلك تم إلغاء الحفظات وورق المناديل والمحارم من القوائم المسموحة.
 كما قلصت قوات الاحتلال عدد الشاحنات المسموح لها بالدخول يوميا إلى قطاع غزة إلي 30 شاحنة عن معبر صوفا و 30 شاحنة عن معبر كرم أبو سالم علما بان هذا العدد لايفى بأدنى الاحتياجات الأساسية من الأصناف المسموح بدخولها.
 ويجب التنويه بأنة يوجد العديد من البضائع المختلفة والتي تحمل تاريخ صلاحية سنوية وبدا هذا التاريخ بالتناقص وسوف تصبح فرصة بيع هذه البضائع في حال دخولها ضئيلة جدا نتيجة قرب انتهاء تاريخ صلاحيتها وعدم جودتها للاستخدام.
 ومع دخول فصل الشتاء سوف تتضاءل إمكانية تشغيل معبر صوفا حيث أن المعبر غير معد ومجهز للعمل في فصل الشتاء حيث أن أرضية المعبر طينية كذلك عدم وجود معرشات لتفريغ وتحميل البضائع .
 وهنا لابد من التساؤل حول بديل معبر صوفا في فصل الشتاء ؟ , و إمكانية دخول البضائع تحت الأمطار ؟ , ومن المتوقع أن تتفاقم الأزمة نتيجة عدم تدفق البضائع الأساسية.
 وبدأ المستهلك الفلسطيني في قطاع غزة يعاني من الارتفاع الحاد في الأسعار نتيجة النقص الشديد للبضائع المعروضة في الأسواق المحلية , علما بان القدرة الشرائية لدي المستهلك منخفضة جدا نتيجة الحصار المالي المفروض علي الشعب الفلسطيني منذ عام ونصف .
 واختفت العديد من الأصناف والبضائع من الأسواق وبدأت تظهر مشاكل كبيرة نتيجة النقص الحاد في جميع أنواع قطع الغيار مثل قطع غيار السيارات والإسعافات , والمعدات الخاصة بالبلديات, إطارات السيارات , قطع غيار الأجهزة الكهربائية والالكترونيات , وقطع الغيار الخاصة بمحطات المجاري , وقطع غيار خاصة بالمعدات والأجهزة الطبية , وقطع غيار لشركة جوال والاتصالات مما سوف يضاعف الأزمة في المستقبل القريب نتيجة عدم القدرة علي متابعة أعمال الصيانة.
 وأصبحنا اليوم نستجدي من الجانب الإسرائيلي إضافة أصناف جديدة إلي قائمة الأصناف المسموح بها من المواد الغذائية والتي تعتبر صنف واحد.
 و أصبحت اليوم العديد من الشركات والمحال التجارية لا تستطيع تغطية نفقات المصاريف الجارية مثل رواتب الموظفين والعمال, مصاريف الكهرباء والهاتف والإيجارات.
 و أصبح كل يوم يمر على إغلاق المعابر التجارية , تنضم فيه فئة جديدة من العمال وموظفي القطاع الخاص إلى البطالة ويتوقف قطاع جديد عن العمل  ومن المتوقع أن تغلق بعض المحال التجارية أبوابها نتيجة عدم توفر البضائع , علما بان نسبة البطالة في محافظات غزة قد تجاوزت 80 % .
 و في حالة استمرار إغلاق معبر المنطار لابد من السؤال متى سوف يسمح بدخول الحاويات إلي قطاع غزة ومن أين ؟ , حيث توجد العديد من البضائع لا يوجد إمكانية لدخولها إلا عن طريق الحاويات مثل الرخام والجرانيت , الزجاج , الماكينات والمعدات , السجاد والموكيت  الأثاث , بروفيل الألمنيوم والحديد , الحديد الخاص بالبناء … الخ .
  ويناشد المستوردين والتجار ورجال الأعمال المؤسسات الدولية وأصحاب القرار بضرورة إيجاد حل فوري لبضائعهم الموجودة في ميناء أسدود وخارج الميناء في مخازن خاصة والعمل السريع علي دخولها لقطاع غزة قبل فوات الأوان والتكبد بخسائر كبيرة ، كذلك إيجاد آلية سريعة لخروج البضائع الجاهزة والمعدة للتصدير من قطاع غزة .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -