تحليل: التهرب الضريبي يهدر الموارد المالية والاقتصادية

تحليل: التهرب الضريبي يهدر الموارد المالية والاقتصادية  

الجمعة, 09 نوفمبر, 2012, 12:46 بتوقيت القدس

غزة-نرمين ساق الله

عد اقتصاديان التلاعب بأرقام الحسابات الخاصة بالشركات ظاهرة دولية وعالمية وليست محلية، إلا أن تلك الظاهرة تؤثر سلبا على الموارد الاقتصادية في الدولة وتحد من مواردها المالية.

وأوضح الاقتصاديان في حديثين منفصلين لـ"فلسطين"، أن المدقق الخارجي يمكنه كشف التلاعب والتهرب من دفع الضرائب، ويجب على مشرع القوانين سن قانون مناسب يحافظ على حقوق المواطنين وحقوق الدولة.

ويؤكد المحلل الاقتصادي د. مازن العجلة أن ظاهرة التلاعب بالحسابات لا تعد ظاهرة محلية ترتبط بالاقتصاد الفلسطيني، إنما ظاهرة دولية تعاني منها العديد من الدول، معتبرا إياها حالة من حالات الفساد.

وأوضح أن الدولة تشرع قوانين الضرائب والجباية وتنظمها من خلال لوائح داخلية للتمكن من التعامل مع كل حساب أو مبلغ مالي، مبينا أن الحكومة عليها اختيار أشخاص ملمين بالجوانب الإدارية والفنية للتعامل مع القانون وتطبيقه.

وأشار العجلة إلى أن التلاعب بحسابات الشركات يتقنه العديد من أصحاب الشركات والمواطنين، لافتا إلى أن الشركات تتلاعب عمدا في بياناتها المالية لتجنب دفع الضرائب المتراكمة على الأرباح.

وأضاف إن" التلاعب بالبيانات يعد أمرا غير شرعي وفسادا يمارسه القطاع الخاص والأفراد لخفض قيمة الضريبة عن حسابات الدخل الخاصة بالشركات والمواطنين، مشيرا إلى أنه يجب الحزم في تطبيق القانون والتشريع الخاص بقضية تهرب الضرائب".

وتابع العجلة : إن" توسعة الوعاء الضريبي يأتي من أجل خفض الاعتماد على المنح والمساعدات الدولية، وتعويض العجز في الموازنة داخليا، منوها إلى أن النظام يجب أن يكون أيضا رؤوفا ورحيما بحيث لا ينهك المواطنين.

وبين أن الضرائب يجب ان تفرض تصاعديا على الدخول، وأن العبء القومي للضريبة يجب أن يكون متلائما مع الوضع الاقتصادي، موضحا أن عدم تشديد الرقابة على الحسابات المالية قد يكون مرده إلى قلة الخبرات والإمكانيات أو لانعدام المسئولية وفي بعض الأحيان يكون تواطئا.

ونوه العجلة إلى أن الحكومة تتحقق من تحصيل الضرائب الحقيقية والموارد المالية الكبيرة تصل إلى ملايين الدولارات، لافتا إلى أن أحد أنواع التهرب الضريبي الذي تشهده أراضي السلطة تتمثل في التهرب من تقديم الأوراق الحقيقية للاستيراد الأمر الذي يكلف السلطة خسائر مالية.

ثقافة عامة
من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي د. ماهر الطباع أن العديد من الشركات الخاصة والمواطنين حول العالم لا يحبذون دفع الضرائب، مشيرا إلى أن التهرب الضريبي وعدم تقديم الحسابات الدقيقة للجهات المختصة في أراضي السلطة يعد ثقافة عامة.

وأوضح في حديث لـ"فلسطين" أن الثقافة ظهرت أثناء وجود الاحتلال الإسرائيلي وأن التهرب كان من باب العمل الوطني، منوها إلى أن الثقافة استمرت مع الشركات والمواطنين ولم تتغير هذه الثقافة حتى الآن إلا بنسبة محدودة.

وأشار الطباع إلى أن العزوف عن دفع الضرائب والحسابات الدقيقة يرجع إلى غياب الأفق بالنسبة للوضع الاقتصادي الفلسطيني، مبينا أن مردودات الضرائب غير ظاهرة على أرض الواقع بسبب عدم الالتزام بدفعها.

وأضاف إن" عدم دفع الضرائب يؤثر على موارد الحكومة المالية، لأن الضرائب تعد أحد أعمدة الموازنة العامة الفلسطينية وهي أحد أبرز الإيرادات المحلية"، مشيرا إلى أن الشركات التي تستورد البضائع عبر المعابر تدفع الضرائب في حين المعتمدة على التجارة الداخلية تتمكن من التهرب".

وتابع الطباع : إنه" يجب مراقبة أرباح الشركات لتدفع ما تستحق من ضريبة، لأن العائد من الضريبة يحقق منافع عامة للمواطنين في إصلاح البنية التحتية وإقامة المستشفيات والمدارس.

ونوه إلى أن التلاعب موجود لكنه بدرجة أقل من السابق بسبب وجود فواتير رسمية، منوها إلى أن المحاسب الخارجي قادر على كشف التلاعب في الحسابات وأن النظام المحاسبي الموجود حاليا يسمح باكتشاف الأخطاء والتلاعب.

فلسطين أون لاين

http://felesteen.ps/details/news/81389/تحليل-التهرب-الضريبي-يهدر-الموارد-المالية-والاقتصادية.html
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -