تراكم الخسائر الاقتصادية يتطلب تحديد أولويات الإعمار

تراكم الخسائر الاقتصادية يتطلب تحديد أولويات الإعمار 

الخميس, 29 نوفمبر, 2012, 18:23 بتوقيت القدس

غزة- نرمين ساق الله

أكد مختصان في الشأن الاقتصادي أهمية ترتيب الأولويات لإعادة إعمار قطاع غزة، لاسيما أن الخسائر الاقتصادية تراكمت؛ بسبب عدم التمكن من إعمار ما دمر في عام 2008م بعد الحرب.

وأشار المختصان، في حديثين منفصلين لـ"فلسطين، إلى أهمية فتح المعابر لدخول مواد الإعمار، وأنه دون توافر المواد الخام والإنشائية لا يمكن الحديث عن أولويات للإعمار, مؤكدين ضرورة عقد اجتماع دولي لتمويل إعادة الإعمار، خاصة أن القطاع لا يمكنه تمويل الإعمار.


دمار كبير

المحلل الاقتصادي د.مازن العجلة أكد أن العدوان الأخير على قطاع غزة خلق دمارًا كبيرًا في المباني والمنشآت العامة والخاصة, مشيرًا إلى أن الخسائر جاءت في وقت لم يستكمل فيه إعادة إعمار المباني التي تضررت في حرب 2008م-2009م.

وأوضح العجلة في حديث لـ"فلسطين"، أن الخسائر الاقتصادية الفلسطينية أصبحت تراكمية من الحرب الأولى والحصار والعدوان الأخير, منوهًا إلى ضرورة إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار يقدر فيها الخسائر كافة وتحدد الأولويات الضرورية جدًّا.

وأشار العجلة إلى أن فاتورة الإعمار مرتفعة جدًّا وبحاجة إلى تمويل كبير, خاصة أن هناك أولويات اجتماعية، منها إعادة إعمار منازل المواطنين المتضررين من العدوان الأخير الذين لم يتمكنوا من إعمار منازلهم بعد حرب 2008م-2009م.

وأضاف: "إن المواطنين أقل قدرة على تحمل العيش دون منازل في ظل محدودية البدائل، ومحدودية الموازنة التي تمكنهم من الإعمار, فالأولوية لتعويض أصحاب المساكن", مشيرًا إلى أن الأولوية الاقتصادية تأتي في المرتبة الثانية.

وتابع العجلة: "إن ترتيب الأولويات أمر اجتهادي, ويمكن البدء بإعادة الإعمار بالتوازي بين منازل مواطنين والمرافق الخاصة والمرافق الحكومية إن توافر التمويل اللازم لإعادة الإعمار", مشددًا على أن فاتورة الإعمار تضاعفت بعد العدوان.

وبين أنه من الصعب استخدام موارد محلية في إعادة الإعمار، وأن الأمر بحاجة إلى مساعدة من المجتمع الدولي الذي أعطى تبريرات للاحتلال (الإسرائيلي) بشن العدوان على قطاع غزة, مشيرًا إلى ضرورة عقد اجتماع دولي لتمويل إعادة الإعمار.

ولفت العجلة إلى أن المطلوب هو الإفراج عن أموال الإعمار التي رصدت بعد حرب غزة 2008م-2009م للتمكن من البدء بإعادة الإعمار, مضيفًا :"إنه من الضروري فتح المعابر مع القطاع؛ لأنها جوهر إعادة الإعمار، ودون توافر المواد الخام لن يحدث الإعمار".

ونوه إلى أن إعادة الإعمار بحاجة إلى فتح المعابر بشكل يومي ولمدة زمنية أطول, وأن الأنفاق لن تفي بحاجة القطاع من المواد الإنشائية, مشددًا على ضرورة الضغط على الاحتلال لفتح معبر المنطار.


تحديد الاحتياجات أساس

من جهته, أكد المحلل الاقتصادي د.ماهر الطباع أن أولوية إعادة الإعمار يجب أن تحدد وفق الاحتياجات المدنية والخاصة والحكومية، وأن تتم بالتزامن، خاصة أن القطاع بحاجة إلى إعمار ما دمرته الحرب الأولى.

وأوضح الطباع في حديث لـ"فلسطين"، أن المطلوب هو إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار تشمل المنشآت المدنية والعامة والخاصة كافة, وأن الإعمار يتم حسب الدعم الذي يقدم, مبينًا أنه في حال فتحت المعابر يمكن تنفيذ خطة الإعمار بشكل كامل.

وأشار الطباع إلى أولوية إعادة إعمار المساكن والمنازل التي تضررت من العدوان، إضافة إلى إصلاح البنية التحتية بعد خمس سنوات من التدمير, لافتًا إلى أن البنية التحتية الحالية لا يمكنها الاستمرار دون إعمار.

وأضاف: "إن حاجة قطاع غزة للإعمار كبيرة، ولا تقتصر على ما دمر في الحربين، إنما يجب تلبية الاحتياجات المتزايدة في ظل زيادة أعداد السكان في القطاع", مبينًا أن حجم التمويل لإعادة الإعمار يجب رفعه ليتناسب مع المتغيرات التي طرأت على القطاع.

وتابع الطباع: "إن قطاع غزة يلزمه ضعف المبلغ الذي رصد في عام 2009م بقمة شرم الشيخ لإعادة إعماره", مشددًا على أهمية فتح المعابر للتمكن من إعادة الإعمار.

فلسطين أون لاين

http://felesteen.ps/details/news/82281/تراكم-الخسائر-الاقتصادية-يتطلب-تحديد-أولويات-الإعمار.html


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -