المواد التموينية والفواكه آخذة في النفاد من أسواق غزة

بسبب تواصل إغلاق معبر كرم أبو سالم 

المواد التموينية والفواكه آخذة في النفاد من أسواق غزة 

 الأحد, 14 إبريل, 2013
غزة - محمد أبو شحمة
يخلو محل البائع "أبو محمد الدلو" الخاص ببيع اللحوم والأسماك المجمدة في سوق الشجاعية من الزبائن، لعدم توفر المجمدات بسبب حالة الإغلاق المستمرة لمعبر كرم أبو سالم، وهو ما دفع الكثير منهم إلى التوجه إلى محلات اللحوم البيضاء الطازجةولا يقتصر النقص على اللحوم المجمدة المستوردة من الضفة الغربية وأراضي الـ(48)، بل شمل الفواكه والألبان، والكثير من المواد الخام الخاصة للشركات والمشاريع الدولية، الأمر الذي سيلحق أضرارا بمختلف الجوانب الاقتصادية والتجارية في القطاع.


أزمة متوقعة
يقول الدلو :"منذ أربعة أيام لم تصلنا أي كمية من اللحوم المجمدة بسبب إغلاق المعبر، وهو ما أثر على حركة البيع، الأمر الذي جعل المتسوقين يبحثون عن بديل مؤقت لأكلاتهم المفضلة حتى إعادة افتتاح المعبر".
ويضيف الدلو الذي لا يوجد في ثلاجاته إلا لحوم الحبش المذبوحة بغزة :"استمرار إغلاق المعبر سيسبب لنا خسائر، وسيضعف من حركة إقبال الناس على محلنا، لأن الزبون قد يفضل شراء اللحوم البيضاء الطازجة رغم اختلاف سعرها عن المجمدة".

على بعد أمتار من محل الدلو، استحوذت الجوافة المستوردة من مصر عبر الأنفاق على واجهة محل الشاب رامي شمالي مع وجود كميات قليلة من الموز والتفاح والكمثرى.

يقول شمالي :"الفاكهة المعروضة " فاكهة ثلاجات" تم الاستعانة بها لعدم توفر البديل ،حيث إغلاق معبر كرم أبو سالم"، مشيراً إلى أن الكمية آخذة في النفاد خلال يوم آو يومين على الأرجح.

ويوضح شمالي أن الناس لم يشعروا بتأثير إغلاق المعبر حتى الآن بسبب توفر الفاكهة التي كانت بالمخازن، ولكن خلال يومين سيشعر بها الجميع، مشيرًا إلى أن أسعارها بقيت مثل ما هي ولم يطرأ أي ارتفاع عليها .

وفي سوق مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، كانت أزمة استمرار إغلاق المعبر لعدة أيام على التوالي واضحة على البائعين الذين تناقلوا تداعيات استمرار إغلاقه على المواطنين، خصوصًا الدقيق واحتمال ارتفاع سعره.

يقول بائع المواد التموينية محمد جواد :"بدأنا نفقد الكثير من السلع التي اعتاد الزبائن على شرائها من المحل، كأنواع مختلفة من الألبان والشوكولاتة والكوكا كولا، وأصبحنا نعتمد على المخزون الموجود عند التجار".

ويذكر جواد أن حالة النقص بالبضائع التي يمر بها السوق تعيد به بالذاكرة إلى أيام الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة حين كانت المعابر مغلقة تمامًا.

ويتوقع جواد أن تشهد الأسعار ارتفاعًا واحتكارًا من قبل كبار التجار في حال استمر إغلاق المعبر التجاري الوحيد.

ويعد معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد المفتوح أمام البضائع والمساعدات الإنسانية القادمة إلى قطاع غزة، حيث تغلق سلطات الاحتلال منذ سنوات باقي المعابر الخمسة المنطار (كارني) والعودة (صوفا) شرق رفح، والشجاعية (ناحال عوز) شرق مدينة غزة، والقرارة (كيسوفيم) ويقع شرق خان يونس.

وتستحوذ السلع التجارية التي تدخل إلى قطاع غزة عبر كرم أبو سالم على نسبة 60% من إجمالي السلع والبضائع الموجودة، أي أكثر من النصف، فيما قدرت جهات اقتصادية حجم خسائر القطاع الخاص الناتجة عن استمرار إغلاق المعبر منذ بداية العام بحوالي 70 مليون دولار أميركي.

شُح المواد

من جانبه، أكد مدير دائرة الاتصال والإعلام في وزارة الاقتصاد الوطني طارق لبد أنه من الطبيعي أن يتسبب إغلاق معبر كرم أبو سالم بشح بعض المواد في الأسواق الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الأمر خارج عن إرادة وزارة الاقتصاد وأنه جزء من سياسة الاحتلال الإسرائيلي تجاه القطاع.

وأوضح لبد في حديث لـ"فلسطين" أن المعبر في أفضل حالاته يدخل ثلث احتياجات القطاع فقط وإغلاقه لخمس أيام ماضية ومثلها للأيام القادمة سيتسبب بشكل مؤكد بعجز في البضائع وخاصة السلع الأساسية والهامة.
وقال :" لذلك كنا ننادي دائماً بأن تكون هناك علاقة للاقتصاد الفلسطيني بالعمق العربي وخاصة المصري من ناحية التجارة الداخلية والخارجية، وحتى لا يبقى الاقتصاد الفلسطيني مرتبطاً بالاحتلال وبحججه الواهية".

وأضاف:" ولكن في ظل الظروف الحالية فإن وزارة الاقتصاد تعمل بكل جهدها لمتابعة الأسواق في القطاع ومنع بعض المحتكرين من رفع الأسعار أو طرح بعض البضائع الفاسدة ثم تحويل ملفاتهم للنائب العام لاتخاذ الإجراء القانوني بحقهم".

في السياق ذاته، أوضح الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن (إسرائيل) عمدت إلى إغلاق كافة معابر قطاع غزة التجارية والإبقاء على معبر كرم أبو سالم كمعبر وحيد لكافة الواردات, وانتهجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سياسة إغلاق المعابر وسياسة العقاب الجماعي بشكل مبرمج وذلك منذ بداية انتفاضة الأقصى بتاريخ 29/9/2000.

وقال : "إن (إسرائيل) تستخدم ورقة المعابر كوسيلة ضغط على الشعب الفلسطيني لتحقيق أهدافها السياسية والأمنية والاقتصادية".

وأضاف:" خلال سنوات الحصار الستة الماضية عمد الجانب الإسرائيلي إلى تكريس استخدام معبر كرم أبو سالم لدخول البضائع إلى قطاع غزة وذلك لتعزيز سياسة المعبر الوحيد حيث يخضع المعبر للسيطرة الإسرائيلية الكاملة".

وأشار إلى أن الإغلاق المتكرر للمعبر كانت له تداعيات كثيرة أهمها نقص شديد في المواد الغذائية وخاصة الألبان وحليب الأطفال, بالإضافة إلى العديد من أصناف الأدوية والمستلزمات الطبية, ونقص في المواد الخام اللازمة لعمليات الإنتاج مما يهدد بتوقف العديد من المصانع عن العمل.

وتابع:" كما أدى إلى تعثر دخول ما يزيد عن 1200 شاحنة بمعدل 300 شاحنة يوميا مما كبد التجار و المستوردين خسائر مالية فادحة نتيجة تخزين بضائعهم في مخازن إسرائيلية مؤقتة وفي مخازن الموانئ الإسرائيلية مع احتمالية تعرضها للتلف نتيجة سوء التخزين".

ولفت إلى أن التداعيات أدت لتوقف قطاع النقل التجاري بكامل مكوناته من شركات نقل تجاري , أصحاب شاحنات وسائقين وعمال يعملون بتحميل وإفراغ حمولة الشاحنات الواردة, مما أدى إلى توقف مصدر دخل ما يزيد عن 1500 شخص يعملون في قطاع النقل التجاري ويعتمدون على الدخل اليومي.

وكذلك تفاقم أزمة غاز الطهي نتيجة الأزمة المتراكمة من فصل الشتاء وعدم دخول الكميات الكافية لتلبية احتياجات قطاع غزة ،حيث يسمح الجانب الإسرائيلي بدخول ما بين 80-120 طنا من الغاز يوميا.

وبالرغم من أن الاحتياج الفعلي من 200 إلى 250 طنا يوميا , إلا أن العديد من المواطنين في قطاع غزة يعانون من أزمة نقص الغاز , وفي حال استمرار إغلاق المعبر سوف تطال تلك الأزمة المخابز و المستشفيات و مزارع الدجاج.

ونوه إلى أن الإغلاق في معبر كرم أبو سالم تسبب في إرباك الحركة التجارية نتيجة عدم انسياب الواردات بالشكل الطبيعي والتسبب في حالة ركود تجاري في قطاع غزة، وكذلك التسبب بخسائر فادحة لمزارعي المحاصيل التصديرية ( الفراولة , البندورة الشيري , التوابل الخضراء , الفلفل الرومي , و الزهور ) نتيجة عدم تمكنهم من تصدير منتجاتهم للأسواق الأوروبية.

ضرب الاقتصاد

من جهته، رفض النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار سياسة "إسرائيل" في فتح المعبر بشكل مقنن واعتبرها ضربا للاقتصاد الوطني.

وقال الخضري " إسرائيل تحاول إظهار صورة مغايرة للحقيقة"، مبدياً تخوفه من استمرار إغلاق المعبر بهذه الصورة خلال الأيام المقبلة.

وشدد على أن اللجنة الشعبية مستمرة في تواصلها مع المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية حتى إنهاء الحصار بشكل كامل وفتح المعابر، مشيراً إلى إرسال رسالة للجنة الدولية للصليب الأحمر ليكون لها دور في إظهار البعد الإنساني في قضية الحصار وإغلاق المعابر وممارسة الضغوط على "إسرائيل".

وأكد الخضري أن "إسرائيل" لن تلتزم بإنهاء الحصار وفتح المعابر إلا بوجود قوة ضاغطة عليها رسمياً وشعبياً.

فلسطين أون لاين



تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -