التوظيف المؤقت بغزة هل يحد من البطالة؟

الخميس 12/7/1434 هـ - الموافق 23/5/2013 م
التوظيف المؤقت بغزة هل يحد من البطالة؟
 التوظيف المؤقت يثير جدلا في غزة ويعتبر البعض أنه لا يفيد الخريجين والعاطلين (الجزيرة نت)
ضياء الكحلوت-غزة
تثير ما يعرف بمشاريع التوظيف المؤقت في قطاع غزة أسئلة عن جدواها الاقتصادية ومساهمتها في الانخراط في سوق العمل والتخفيف من حدة البطالة، كما يقول القائمون عليها.
وتعني هذه المشاريع أن يتلقى الخريجون والعاطلون عن العمل دورات عمل لفترة محددة وبراتب محدد، وتقدمه على وجه خاص الحكومة الفلسطينية المقالة ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومؤسسات دولية أخرى.
لكن مثل هذه المشاريع لا تلقى استحسانا عند البعض الذي يعتبر أنها مجرد تضييع أموال وليس هناك تنمية مستدامة منها، بينما يصر القائمون عليها على أنها مفيدة لدمج مجتمع العاطلين عن العمل بأعمال تمكنهم من العيش حياة كريمة.
ويقول نائب رئيس الوزراء وزير المالية في غزة المهندس زياد الظاظا إن الحكومة تلجأ للتوظيف المؤقت للتقليل من البطالة كخطوة ثالثة بعد العمل بنظام الاقتصاد المقاوم ودعم المشاريع التنموية الصغيرة بقروض دون فوائد.
الظاظا: التوظيف المؤقت يهدف لدفع الخريجين إلى سوق العمل (الجزيرة نت)
وأضاف المهندس الظاظا أن الحكومة تعتمد في هذه المشاريع على برنامج التكافل الحكومي حيث يخصم شهرياً من موظفيها 5% من رواتبهم للبرنامج، إضافة لأموال أخرى بشكل ذاتي، الهدف الأساسي منها تدريب وتأهيل الخريجين.
وأوضح في حديث للجزيرة نت أن التوظيف المؤقت يهدف كذلك إلى دفع الخريجين إلى سوق العمل والتعرف على المشغلين، مشيراً إلى أن جزءاً من هؤلاء ممن وظفوا في القطاع الخاص واصلوا عملهم بعد انتهاء فترة العمل المؤقت بعد إثبات كفاءتهم.
وأشار الظاظا إلى أن الخطة التي تنفذها الحكومة في غزة استطاعت خفض نسبة البطالة إلى 27% بعدما ما كانت أكثر من 60%، مؤكداً أن المساعي مستمرة لتقليل عدد العاطلين لكن الأمر بحاجة إلى مزيد من الوقت والمال.

ورداً على سؤال حول الحديث عن عدم جدوى الكثير من مشاريع التوظيف المؤقتة، أقر الظاظا أن الكثير من هذه المشاريع لا يحقق الغاية المرجوة.
أفضل من المساعدات
من جهته قال المستشار الإعلامي لـأونروا في غزة عدنان أبو حسنة إن مشروع التوظيف المؤقت يحفظ كرامة اللاجئ الفلسطيني، وهو أفضل من تلقيه مساعدات عينية ومادية، ومحاولة للتغلب على مشكلة البطالة ولو جزئياً ومؤقتاً.
وأوضح أبو حسنة للجزيرة نت أن أونروا تركز على الخريجين والعاطلين بدفعهم للاندماج بأسواق العمل، مشيرا إلى أن مشاريعها للتوظيف المؤقت تعتمد التسجيل المسبق وللاجئين تحت خط الفقر.
أبو حسنة: نركز على اللاجئين تحت خط الفقر (الجزيرة نت)
وبينّ أن أونروا كذلك تقدم قروضاً من أجل إنشاء معامل ومصانع بالقطاع بما يحفظ للناس حياة كريمة، غير أنه أكد أن هذه الأعمال لا يمكن أن تحل البطالة نهائياً.
فالبطالة، وفق أبو حسنة، مرتبطة بالحصار الإسرائيلي وعدم السماح للمصدرين في غزة بتصدير منتجاتهم وبضائعهم، مؤكداً أن الحل الوحيد لإنهاء مشكلة البطالة هو رفع الحصار كاملاً عن القطاع.
مردود عكسي
بدوره قال الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن مشاريع التوظيف المؤقت على أهميتها لها مردود عكسي، فهي برأيه توفر فرص عمل لفترات محدودة ولكنها لا تحقق تنمية مستدامة ولا تساهم في خفض معدلات البطالة.
وأوضح الطباع بحديث للجزيرة نت أن هذه المشاريع بحاجة إلى تطويرها والاستفادة منها لصقل وتأهيل شخصية المستفيدين ودمجهم بسوق العمل، والمشكلة وفق رأيه تكمن في الاتكالية التي صار يعتمدها البعض على مشاريع التوظيف المؤقت.
وطالب بضرورة أن يكون هناك تنسيق بين مقدمي برامج التشغيل المؤقت لضمان استفادة أفضل، وكذلك وجود رقابة على العاملين والمستفيدين منها لضمان استفادتهم من التدريب وتطوير أنفسهم للانخراط في سوق العمل بعد ذلك.
المصدر:الجزيرة
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -