مع اقتراب شهر رمضان "أزمة سيولة" في غزة

مع اقتراب شهر رمضان "أزمة سيولة" في غزة

 الإثنين, 06 مايو, 2013

غزة- صفاء عاشور

ألقت "أزمة الفكة" التي باتت تعرف بعدم توافر السيولة النقدية من الأموال في القطاع بظلالها على مختلف نشاطات المواطنين، الأمر الذي ترك آثارًا سلبية على حركة البيع والشراء، وغيرها من النشاطات المجتمعية التي تحتاج إلى توافر هذه الأموال.


وتبرز أزمة الفكة في المواسم والأعياد والمناسبات المختلفة في القطاع، خاصة قبل شهر رمضان، وعيد الفطر، وعيد الأضحى، إذ يلجأ المواطنون والتجار إلى الاحتفاظ بما لديهم من الفكة في بيوتهم أو محالهم، ما يساهم في تفاقم أزمة القطاع المالية.

وبدأت هذه الأزمة تطفو على السطح منذ فرض الحصار على غزة، ومنع الاحتلال إدخال النقد إلى قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في القطاع، وتراجع الحركة التجارية عامة.


أشكال متعددة
وتسود حالة من الاستياء بين المواطنين الغزيين الذين انعكست الأزمة عليهم بشكل واضح، خاصة بين سائقي سيارات الأجرة، والمحال التجارية، والأسواق العامة، ومحال الصرافة، وغيرها.

واشتكى المواطن مدحت البيه الموظف في جهة حكومية من تزايد أزمة الفكة خلال الفترة الماضية والحالية، مشيرًا إلى أنه يعاني بشدة منها مع سائقي سيارات الأجرة، وأصحاب محال (السوبر ماركت).

وقال في حديث لـ"فلسطين": "أصبحت لا أركب أي سيارة أجرة قبل أن أخبر السائق بمقدار المبلغ المالي الذي سأدفعه إليه، وأسأله هل تتوافر معه فكة أم لا؛ حتى لا أقع في حرج معه لعدم وجود باقٍ للمبلغ الذي سأقدمه له".

وتابع: "الأزمة تتصاعد بشكل يومي، حتى إن السائقين يتحججون بعدم توافر فكة للشواقل الخمسة، والعشرة"، متسائلًا: "كيف يمكن للمواطن أن يمضي في أداء ما عليه من مهام في ظل هذه الحالة المحبطة؟!".

وأردف: "الأمر لا يقتصر على المواصلات، بل ربما هي جزء بسيط من المشكلة الكبيرة التي يسببها عدم وجود فكة في القطاع، الأمر الذي يتسبب في التنغيص على المواطنين، خاصة في أوقات الأعياد وشهر رمضان".


وتغيب الفكة
قصة أخرى تسردها السيدة فريدة أحمد (26 عامًا) من مدينة غزة، إذ ذكرت أنه احتاجت إلى فكة لمئة شيقل، الأمر الذي لم يتوافر في المكان الذي كانت فيه، فاضطرت إلى البحث في المحال القريبة لفك هذه المبلغ.

وبينت أنها دخلت أحد محال (السوبر ماركت)، وعندما طلبت من البائع أن يفك لها المبلغ تحجج لها بأنه لا يوجد فكة، وأن ما يتوافر لن يغطي عملية البيع والشراء خلال ذاك اليوم.

وقالت: "عندما يئست من البحث قررت شراء إحدى الحاجيات التي لا أحتاج لها؛ لأحصل على فكة".

ونوهت أحمد إلى أن هذه الأزمة تلقي بظلالها عليها، خاصة عندما ترغب بتوفير المصروف المدرسي لأبنائها بشكل يومي.

من جانبه، بين أحد العاملين في محلات البرعصي للصرافة أن أزمة الفكة بدأت تظهر بشدة على مختلف القطاعات في غزة، عازيًا السبب إلى إخفاء التجار والمواطنين الفكة؛ لاقتراب شهر رمضان وعيد الفطر.
أزمة متجددة

في السياق نفسه، أكد المختص في الشأن الاقتصادي ماهر الطباع أن التجار والمواطنين عانوا على مدار سنوات الحصار الستة من الأزمات المتتالية للسيولة النقدية في الأسواق والبنوك، وتبادل الأدوار في اختفاء العملة بين الدولار والشيقل والدينار.

وأشار في حديث لـ"فلسطين" إلى وجود تذبذب في أسعار صرف العملة في الأسواق، واختلافها عن الأسعار الرسمية، فتارة تجدها منخفضة وتارة مرتفعة، وذلك حسب توافر السيولة في الأسواق.

ونوه الطباع إلى أن الأزمة الحقيقية التي يعاني منها التجار وأصحاب المحال والمواطنون هي اختفاء الفكة من الأسواق قبل مواسم الأعياد, ولكنها في العام الحالي 2013م ظهرت مبكرًا؛ نتيجة عدم توفير الاحتلال احتياجات قطاع غزة من الأموال.

وقال: "النقص الحاد في الفكة تسبب بخسائر مادية جسيمة للتجار الصغار، وفشل العديد من عمليات البيع، وأزمة حادة في المواصلات، ما دفع الكثير من الركاب إلى المشي على الأقدام للوصول إلى محطاتهم المختلفة، أو الحد من التنقل، أو الانتظار مددًا طويلة".

وذكر الطباع أن فروع البنوك في قطاع غزة تشهد في الوقت الحالي إقبالًا كبيرًا من التجار والمواطنين الذين يطالبون بتزويدهم بمبالغ متفاوتة من الفكة, ولا ينجح الكثيرون في الحصول على الفكة؛ نتيجة عدم توافرها بالكميات المطلوبة.

ويفرض الاحتلال منذ أكثر من ست سنوات قيودًا مشددة على نقل الأموال من قطاع غزة وإليه، ما يتسبب بأزمة السيولة، وفقدان العملات المختلفة، واختفاء الفكة، وعدم استقرار أسعار صرف العملات، وتداول العملات المهترئة في الأسواق.

فلسطين أون لاين


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -