أزمة نقص سلع اساسية في غزة مع تصعيد مصر حملتها ضد الأنفاق

تحقيق إخباري: أزمة نقص سلع اساسية في غزة مع تصعيد مصر حملتها ضد الأنفاق

09:44:44 05-09-2013 | Arabic. News. Cn
غزة 4 سبتمبر 2013 (شينخوا) على الرغم من تخفيف الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة وورود الكثير من السلع إليه، إلا أن السكان باتوا يعيشون أزمة تتصاعد يوما بعد يوم في ظل إغلاق أنفاق التهريب مع مصر التي تعد المصدر الرئيس لدخول العديد من مستلزمات الحياة.
وحسب مسئولين محليين في غزة، فقد توقف ضخ مشتقات الوقود من إسرائيل إلى القطاع الساحلي منذ ثلاثة أيام، ومن أنفاق التهريب مع مصر بشكل شبه تام منذ نحو أسبوعين، فيما بدأت حالة من الشلل تسيطر على كافة مناحي الحياة بشكل تدريجي.
وتعيد مشاهد طوابير السيارات أمام محطات تعبئة الوقود، وزيادة أوقات انقطاع التيار الكهربائي، وتراجع قطاع البناء مصاعب حادة عانى منها سكان قطاع غزة إثر فرض إسرائيل حصارا مشددا عليه منتصف العام 2007 بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه.
ويقول محمد العبادلة الناطق باسم أصحاب شركات البترول في غزة لوكالة أنباء (شينخوا)، إن أنفاق التهريب بين قطاع غزة ومصر توقفت عن ضخ الوقود منذ عدة أسابيع بشكل شبه تام. ويذكر العبادلة، أن ما زاد من حدة الأزمة توقف ضخ الوقود من إسرائيل بسبب اشتراط هيئة البترول في السلطة الفلسطينية الدفع المسبق لتكلفة الوقود الذي يتم توريده عن طريقها إلى قطاع غزة. وبحسب العبادلة، تجرى مباحثات حاليا مع هيئة البترول في رام الله بالضفة الغربية لحل الأزمة، غير أنه توقع وصول مخزون غزة من الوقود إلى درجة الصفر خلال أيام قليلة في حال استمرار الوضع القائم حاليا. وتسبب توقف عمل أنفاق التهريب منذ نحو شهرين في نقص شديد في كميات الوقود الذي يعتمد القطاع في توريده على أنفاق التهريب مع مصر بسبب انخفاض قيمته مقارنة مع ما تورده إسرائيل. ويحتاج قطاع غزة إلى 700 ألف لتر من الوقود يوميا (تتوزع بين 200 ألف لتر بنزين و500 ألف لتر من السولار) المهرب عبر الأنفاق. وبدأت الحملة المصرية ضد الأنفاق بعد احتجاجات 30 يونيو التي شهدتها مصر وأدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي الذي اتهمته السلطات المصرية، بالتخابر لصالح حماس. ويقول مالكون وعاملون في الأنفاق، إن نحو 90 في المائة منها توقفت عن العمل كليا بفعل الحملة الأمنية المصرية. ويشير مسئولون في اتحاد بلديات غزة، إلى أن أزمة الوقود تهدد بوقف تشغيل مضخات الصرف الصحي التي تعتمد بدرجة أساسية على مولدات الكهرباء ما ينذر "بكارثة إنسانية" تعصف بالمناطق المحيطة بتلك المحطات نتيجة احتمالات طفحها وإغراقها. وإلى جانب النقص الشديد في الوقود، شهدت أسعار سلع أساسية مثل مواد البناء، ومواد تموينية، والسجائر ارتفاعا قياسيا خلال الساعات الأخيرة. ويقول ماهر الطباع المسئول في الغرفة التجارية في قطاع غزة ل((شينخوا))، إن الأوضاع في غزة "سيئة للغاية وتسير للأسوأ في حال استمرار الحملة على الأنفاق". ويشير الطباع، إلى أن أنفاق التهريب "مازالت تمثل شريان الحياة" بالنسبة إلى قطاع غزة بالنظر إلى أنه يعتمد عليها في توريد عشرات المواد الأساسية من مواد بناء ومشتقات وقود.
وتشهد أسواق قطاع غزة ركودا متزايدا على خلفية الأزمة التي دفعت بعشرات المصانع والمنشآت التجارية إلى تقليل ساعات إنتاجها بسبب أزمة الوقود ونقص مواد الخام اللازمة لعملها.
كما أصيب قطاع الإنشاءات بشلل شبه كلي نتيجة نقص كميات مواد البناء في قطاع غزة.
ومثلت مئات الأنفاق المحفورة في باطن الأرض أهمية بالغة إلى قطاع غزة في الفترة بين عامي 2007 و2010 للتغلب على حصار مشدد فرضته إسرائيل على حركة حماس لعزلها عن محيطها.
وبينما خففت إسرائيل من وطأة الحصار على قطاع غزة منذ منتصف العام 2010 استجابة لضغوط دولية بعد اعتراض قواتها سفن (أسطول الحرية) التضامنية ومنعها بالقوة من الوصول إلى غزة ، إلا أن القطاع مازال يعتمد على نحو 40 في المائة من احتياجاته على ما يتم توريده من أنفاق التهريب وفق ما أعلنت الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس في غزة أخيرا.
وأظهرت دراسة أعلنتها وزارة الاقتصاد في حكومة حماس، تقارن ما بين البضائع الأساسية التي تدخل إلى قطاع غزة عبر الأنفاق وبين تلك التي تدخل عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، أن معظم البضائع الأساسية تدخل عبر الأنفاق وليس من خلال المعبر التجاري الوحيد بين إسرائيل والقطاع.
وتشير الدراسة نفسها، إلى أن إغلاق الأنفاق يكلف اقتصاد غزة نحو 230 مليون دولار على الأقل شهريا. ويشير المتحدث باسم حكومة حماس المقالة إيهاب الغصين، إلى أن الحكومة في غزة تعمل على إدارة الأزمة الناشئة في غزة بفعل الحملة ضد الأنفاق "غير أنها تحذر من أن استمرار الوضع القائم سيفضي إلى أزمة شاملة وحقيقية ". ويلفت الغصين، إلى أن حكومته تجري اتصالات مكثفة مع كافة الجهات الإقليمية المختلفة بما في ذلك جهات في الاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة التحرك العاجل لرفع الحصار وليس تشديده. ولجأت حكومة حماس إلى إجراءات لمواجهة الأزمة بينها تخفيف استخدام المركبات الحكومية وتقليل ساعات تشغيل المولدات الكهربائية في حالة انقطاع التيار الكهربائي في أوقات الدوام الرسمي.وعلمت ((شينخوا))، أن حكومة حماس شكلت خلية أزمة من عدد من وزرائها تجتمع بشكل يومي لمتابعة مستجدات الأزمة الحاصلة في قطاع غزة والأوضاع مع مصر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -