الحياة في غزة ست ساعات فقط .. والناس يعيشون حسب "برنامج الكهرباء"

الحياة في غزة ست ساعات فقط .. والناس يعيشون حسب "برنامج الكهرباء"
السبت 23 نوفمبر 2013 
غزة (فلسطين) /عبد الغني الشامي/ - خدمة قدس برس 
تسارع السيدة فاطمة الزمن من أجل انجاز كافة أعمال منزلها خلال الساعات الست التي تصل فيها الكهرباء إلى منزلها بقطاع غزة المحاصر، ولكن أنّا لها ذلك فالأعمال كثير والوقت غير كاف.
حال السيدة فاطمة هو حال كل الغزيين مع اختلاف مسمياتهم وفئاتهم وذلك منذ اشتداد أزمة الكهرباء مطلع الشهر الجاري عقب توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل لتتحول الحياة لديهم ست ساعات فقط نظرًا لأن الكهرباء اصبحت كل شيء في الحياة.
وتوقفت صباح الجمعة (1|11)، محطة توليد الكهرباء في غزة عن العمل كلياً، وذلك بسبب نفاذ الوقود اللازم لتشغيلها، الامر الذي خلف آثاراً خطيرة على الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع، بسبب تفاقم العجز في الطاقة التي يحتاجها سكان القطاع يومياً.
  وقد اضطرت شركة توزيع الكهرباء في القطاع إلى زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي عن المنازل والمنشآت الحيوية من 8 ساعات إلى 12 ساعة يومياً.

  وأصبح نظام العمل بتوصيل الكهرباء لمدة 6 ساعات وصل و 12 ساعة قطع، الأمر الذي أدى إلى مزيد في تدهور الأوضاع الإنسانية لسكان القطاع.
  وقالت السيدة فاطمة محمود وهي أم لستة أطفال لـ "قدس برس": "اننا ننتظر مجيء الكهرباء على أحر من الجمر من اجل القيام بأعمال البيت سواء الغسيل او الخبيز او تسخين الماء او غيرها من الاعمال المنزلية ولن تكفي هذه الساعات".
وأضافت: "هذه ليس حياة معيشية وهذا الوضع اذا استمر سيكون دمار علينا، فصرت اذا كان موعد وصول التيار في المساء لا يمكنني ان اقوم بمتابعة دورس ابنائي".
  تنوع أوقات القطع وتتنوع الفترات التي يصل الكهرباء إلى بيوت الغزيين وذلك لتوزيع كمية الطاقة على المنازل حيث كان فترى من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا، وكذلك الفترة الثانية من الثانية عشر ظهرا وحتى السادسة مساء، ومن السادسة مساء حتى منتصف الليل، ومن منتصف الليل حتى السادسة صباحا، ويكون ذلك ضمن برنامج منتظم حيث يدور التوقيت حسب وصول التيار.
أما أشرف أبو حسين وهو صاحب محل سمكرة فيقول لـ "قدس برس": "عملنا اصبح حسب برنامج التيار الكهربائي لان كل عملنا يتوقف على الكهرباء وأثناء ساعات النهار نقوم بالأعمال التي لا علاقة لها بالكهرباء وهي قليلة".
وأضاف: "أحيانا انزل للعمل بعد منتصف الليل حينما تصلنا الكهرباء وأكون أخشى أن أشوش على جيراني نظرًا لأن عملي يصدر أصواتاً عالية، إلا انني اجد الناس كلها مستيقظة في هذا الوقت للاستفادة من فترة وصول التيار مثلي مقدرة ظروفي الخاصة".
وأوضح أن "غلاء أسعار الوقود جعلني لا أتمكن من تشغيل المولد البديل الا في الحالات الطارئة والضرورية"، متسائلا: "إلى متى ستظل هذه المعاناة؟".
  زيادة المعاناة ومن جهته؛ أكد الخبير والمحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطبّاع أن زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي عن سكان قطاع غزة المحاصرين زاد من معاناتهم ومشاكلهم  الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية، مشيرًا إلى أن كافة القطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية تأثرت بشكل كبير، مطالبًا بإيجاد حل جذري شامل لأزمة الكهرباء التي مست بحقوق المواطنين وأثرت بالسلب على كافة مناحي حياتهم.
وقال الدكتور ماهر الطبّاع الخبير والمحلل الاقتصادي في حديثه لـ "قدس برس": "إنه منذ أن قصفت إسرائيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة في منتصف عام 2006 وذلك بعد عملية أسر الجندي شاليط , يعاني قطاع غزة وعلى مدار أكثر من سبع سنوات من انقطاع التيار الكهربائي الدائم والمستمر وبشكل يومي مما زاد من معاناة المواطنين في قطاع غزة الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية وتقطع الكهرباء يوميا من 8 ساعات إلى 12 ساعة حسب حجم الأحمال والضغط على الشبكة".
وأضاف: "أدى توقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة يوم الجمعة 1/11/2013, وانقطاع السولار والبنزين المصري الوارد عبر الأنفاق إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير حيث أصبحت الكهرباء تقطع بمعدل يصل إلى 18 ساعة يوميا أي بمعدل 6 ساعات وصل للتيار الكهربائي فقط, ونتيجة للظروف الاقتصادية السيئة في قطاع غزة بفعل الحصار الإسرائيلي عزف المواطنين في قطاع غزة عن استخدام السولار والبنزين الإسرائيلي نتيجة لارتفاع سعره عن المصري بما يزيد عن الضعف, مما أدى إلى تشغيل المولدات الخاصة بالأبراج والعمارات السكنية في الحالات الضرورية فقط وتخفيض ساعات التشغيل الخاصة بتلك المولدات نتيجة للتكاليف العالية للتشغيل".
  التحذير من الكارثة وقال: "إن استمرار توقف محطة الكهرباء وانقطاع الكهرباء عن قطاع غزة لمدة 18 ساعة يوميا ينذر بكارثة حقيقة سوف تؤثر على الأمن الغذائي الأساسي للمواطنين حيث أن العديد من المطاحن والمخابز أوشكت على التوقف عن العمل, كما ينذر بكارثة في كافة القطاعات الخدماتية وأهمها الصحة، والتعليم، إضافة إلى عمل البلديات التي تحتاجه لاستمرار عمل مضخات الصرف الصحي، وآبار المياه ومحطات تحليه المياه".
وأضاف: "الآن وبعد سبع سنوات من المعاناة المتواصلة لأكثر من مليون وثمانمائة ألف مواطن يعيشون في قطاع غزة, أصبح من الضروري إيجاد حل جذري شامل لازمة الكهرباء التي مست بحقوق المواطنين وأثرت بالسلب على كافة مناحي حياتهم".
السيدة فاطمة تؤكد ان تاقلمهم مع وضع الكهرباء في غزة لا يعني الاستسلام للحصار الذي نعيشه ولكن "حتى تتواصل الحياة ونتحدى الحصار لأننا نعرف جيدا من يحاصرنا".
بحسب قولها.
واسترسلت بالقول: "الذي يحاصرنا هو من يرفض ادخال الوقود لتشغيل محطة التوليد وهو من يعرقل كل المشاريع والاقتراحات لحل هذه المشكلة ونحن نتابع ونعرف جيدا العدو من الصديق"، حسب قولها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -