السياحة تتوقف في غزة مع استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح

السياحة تتوقف في غزة مع استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح

باتت الفنادق والمنتجعات السياحية والمطاعم، المنتشرة على ساحل بحر غزة، بلا عمل منذ إغلاق معبر رفح ومنع الوفود المتضامنة مع القطاع من الوصول إليه.
26/11/2013
هشام محمد – غزة
وشهدت السياحة في غزة طفرة نوعية بعد الحرب الاسرائيلية على القطاع عام 2008 حيث قدمت آلاف الوفود الأجنبية للقطاع محملة بالمساعدات الانسانية والطبية، ما وفر عملاً لكثير من الفنادق، والمنتجعات والمطاعم التي أنشأ بعضها خصيصاً لتسكين هذه الوفود
وأصبحت هذه المنشآت السياحية تتسم بالكآبة جراء فقدانها للسياح الأجانب والعرب مع استمرار الحصار ومنع وصولهم عبر معبر رفح البري الذي يعتبر المنفذ الوحيد لقطاع غزة.
خبراء ومختصون يرون في أحاديث مختلفة لـ"أنباء موسكو" أن القطاع السياحي تعرض لضربة قاسية بعد أحداث مصر الأخيرة والتي أدت إلى عزل الرئيس المصري محمد مرسي عن الحكم وتوتر العلاقات المصرية مع حركة حماس التي تدير القطاع، الأمر الذي أدى إلى تكرار إغلاق المعبر بصورة كبيرة، أثرت سلباً على دخول الوفود المتضامنة الدولية والعربية إلى غزة، وبالتالي غياب رواد الفنادق.
الشيف أبو عوض الذي يعمل في إحدى الفنادق على شاطئ البحر يقول لـ"أنباء موسكو" "إن جميع ميادين العمل في القطاع تتجه إلى الانهيار في ظل الحصار المفروض على القطاع سواء من إسرائيل أو من مصر المتمثل في إغلاق معبر رفح بشكل متكرر".
ويرى أن معظم الفنادق والمطاعم تعيش في حالة شلل غير مسبوقة حيث أصبحت الناس تتجه إلى المطاعم الشعبية مثل الفول والفلافل والحمص وغيرها وكذلك إلى الجلسات الشعبية التي لا تكلف أموالا كثيرة بسبب الوضع الاقتصادي في غزة.
وتابع: "زوار الفندق قلة"، مشيرا إلى أنه قبل 4 أشهر كانت الأمور أفضل من الوضع الحالي".
ويفكر أبو خالد الذي يعمل في أحد الملاهي بغزة بفض الشراكة مع ملاك الملاهي لعدم وجود نشاط عليه حيث يقول "أننا نعمل فقط في المناسبات مثل عيد الفطر وعيد الأضحى وهذا لا يكفي خاصة أنه لدينا نحو عشرون عاملاً لا نستطيع أن نغطي مصاريف هؤلاء العمال.
حكيم عطا الله مدير فندق "المتحف" يقول لـ"أنباء موسكو" "إن أوضاع السياحة لدينا في الفندق تدنت إلى أسوء الأوضاع حيث أن المطعم لدينا يستقبل عددا قليلا جداً من الزبائن في ظل عدم وجود قوافل تدخل غزة".
ويضيف: " عدد الغرف المسكونة لا يقارن بتاتاً في الأوضاع القديمة والحالية، مشيراً إلى وجود 32 غرفة في الفندق وأن عدد الغرف التي تعمل من أربع إلى خمس غرف فقط، بينما في السابق كان يصل عدد الغرف التي تعمل لأكثر من عشرين".
واعتبر عطاالله تشغيل المولدات الكهربائية في الفندق لأربع غرف خسارة وخصوصا في وضع انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر السولار المهرب عبر الأنفاق رخيص الثمن، ويقول "نواجه صعوبات في توفير السولار المصري  خاصة أن السولار الإسرائيلي سعره مرتفع".
ونتيجة لحالة الركود التي تعيشها المنشآت السياحية سرح أصحاب الفنادق عدد من العاملين في الفنادق التي أصبحت لا تلبي مخصصاتهم المالية.
وأوضح مدير فندق المتحف أنه تم تسريح عدد من الموظفين لعدم الحاجة لهم، وقال عدد الموظفين لدينا 40 موظفا وأصبح لدينا 35 موظفاً ونخشى أن يستمر هذا الوضع وأن يتم الاستغناء عن المزيد".
من ناحيته أكد مسؤول في وزارة السياحة بالحكومة المقالة أن القطاع السياحي "يعاني من معوقات وصعوبات نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وأحداث مصر الأخيرة".
وقال رزق الحلو مدير دائرة السياحة بوزارة السياحة في الحكومة المقالة "النشاط السياحي في غزة يواجه كثير من المعوقات والصعوبات ومشاكل نتيجة الحصار الإسرائيلي"، مضيفاً أن مسيرة هذا القطاع كانت تسير بين مد وجزر حيث كانت هناك فترات تمر على هذا القطاع في غاية الصعوبة وفترات يسير إلى الأفضل خاصة الحرب الاسرائيلية عام 2008 وما قبل أحداث مصر الأخيرة وإغلاق معبر رفح والأنفاق".
ويتابع مدير دائرة السياحة لـ أنباء موسكو" هذه الفترة كان هناك نشاط في القطاع السياحي سواء الداخلية أو الخارجية حيث توافدت إلى القطاع عبر معبر رفح البري وفوداً أجنبية وعربية وكانت هناك حركة نشطة لعمل الفنادق وكان له تأثير ايجابي على القطاع السياحي.
وأوضح الحلو أن كل القطاعات العاملة في قطاع غزة تعترض لضربة قاسمة وقاسية جراء إغلاق معبر رفح والأنفاق بعد أحداث مصر الأخيرة حيث توقفت الوفود وعجلة الاقتصاد والذي ألقى بظلاله على القطاع السياحي.
وأضاف أن " أصحاب الفنادق والعاملين فيها يعانون حيث قام العديد من أصحاب الفنادق بتسريح عدد من موظفيهم"، مشيرا إلى أن عدد العاملين في القطاع السياحي ما بين1500 إلى 2000 عامل وهناك تقليص لنحو 50% من هؤلاء العاملين نتيجة ركود هذا القطاع.
وتقدر عدد المنشآت السياحية في غزة بـ 120 منشأة، ما بين فنادق وملاهي ومطاعم ومنتجع أصبحت تعمل في الأعياد فقط.
من ناحيته أكد الدكتور ماهر الطباع الخبير الاقتصادي أن قطاع السياحة تأثر بشكل كبير خلال سنوات الحصار وإغلاق المعابر وعدم تبادل الوفود.
وقال الخبير الاقتصادي لـ "أنباء موسكو" خلال سنوات الحصار اقتصرت السياحة في غزة على وفود التضامن الأجنبية من خلال معبر رفح وعملت على إنعاش في القطاع السياحي وهي عبارة عن زيارات مؤازرة لكن في الأخير كانت تنعش قطاع السياحة في حجوزات الفنادق والتردد على المطاعم.
وأشار إلى وجود سياحة داخلية خلال فترة الحصار وإغلاق المعابر بسبب عزوف الفلسطينيين من السفر للخارج وانتشرت السياحة الداخلية بشكل كثيف مثل انتشار المنتجعات والمطاعم والتي ولاقت إقبالا كبيرا لدى المواطنين.
وأكد أن الإغلاق وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يعملان على العزوف عن القطاع السياحي ونسبة إشغال الفنادق والمطاعم والمنتجعات معدومة في القطاع.
وتعتبر غزة من أقدم مدن العالم، وهي بوابة لقارة آسيا ومدخل لقارة أفريقيا بحكم الموقع الجغرافي بين مصر وبلاد الشام، وتعتمد السياحة في غزة على المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة فيها بكثرة، وتشتهر غزة بجوها المعتدل صيفاً وشتاءً مما يشكل عنصراً هاماً من عناصر الجذب السياحي للمدينة، إلا أن صعوبة دخولها وتوتر الأوضاع الميدانية فيها، لا يجعلها المكان المفضل لدى السياح.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -