أسواق غزة.. تعاني الركود الاقتصادي

أسواق غزة.. تعاني الركود الاقتصادي

30 نوفمبر, 2013

غزة-صفاء عاشور

انعكست الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأزمات المتتالية التي يعيشها المواطن في قطاع غزة على حركة الأسواق وعلى مختلف مجالات العمل، حيث تأثرت كافة القطاعات ولكن بنسب متفاوتة حسب حاجة المواطنين.
وأوضح المواطن محمد سلمي من مدينة غزة أن أولويات الشراء عنده اختلفت كثيراً خلال الفترة السابقة، حيث أصبحت تقتصر على الضروريات فقط، لافتاً إلى أن الأزمات المتعددة التي يعيشها جعلته يغير كثيراً من أنماط الشراء لديه.


وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" أزمة الكهرباء دفعتني إلى التقليل من شراء المواد الغذائية التي كنت سابقاً أقوم بتخزينها في ثلاجة المنزل ولكن مع الانقطاع المستمر تراجعت عن ذلك خوفاً من تلفها وعدم الاستفادة منها".

وأضاف:" كما قلصت شراء الكثير من مستلزمات البيت غير الضرورية وتراجعت عن شراء بعض الكماليات التي كنت أعتزم شراءها في إطار تجهيز البيت"، منوهاً إلى أن راتب 1800 شيقل الذي يستلمه يذهب في الغالب لسداد ديون متراكمة.
من جهته، بين فتحي شمالي صاحب محل للملابس أن الحركة في الأسواق منهارة للغاية وهذا ليس بجديد على وضع قطاع غزة، مشيراً إلى أن الوضع متأزم بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة خلال نصف السنة الماضية.
ولفت في حديث لـ"فلسطين" إلى أن التجار في السابق كانوا ينتظرون نزول رواتب الموظفين حتى تنتعش الأسواق لأيام ولكن هذا الخيار أصبح مستبعداً خاصة أن الرواتب أصبحت تذهب لسداد ديون متراكمة بسبب تأخر نزولها أو استلامها بالتقسيط.

وقال شمالي:" تصل تكاليف العمل اليومي من رواتب موظفين ومصاريف للمولد الكهربائي وغيرها لـ 100 دولار، وهذا المبلغ لا أسترجعه من عملية البيع اليومي".

وتابع:" نحن في انتظار موسم الشتاء حتى ينزل المواطنون لشراء كسوة الشتاء، ولكن الأوضاع الجوية لا توحي بذلك حتى الآن لذلك لا نلحظ إقبالا من المواطنين على الشراء"، مبيناً أن وضعه الاقتصادي أفضل من غيره لأنه لا يدفع إيجارا لمحله الذي هو ملك له، وأنه لو كان يعمل بالإيجار لكان منذ فترة توقف عن العمل.

ركود واضح
أكد المحلل الاقتصادي ماهر الطباع أن أسواق القطاع تعيش حالة من الركود الواضح في جميع أركانها، مرجعاً السبب إلى الأحداث الاقتصادية من تشديد للحصار وتدمير للأنفاق وتوقف العمل في كثير من القطاعات أبرزها قطاع الصناعات الإنشائية.

وقال في حديث لـ"فلسطين":" حالة الركود بدأنا نشعر بها منذ عيد الأضحى الماضي حيث ساد ركود في أسواق الملابس وشراء الأضاحي نتيجة توقف العجلة الإنتاجية"، لافتاً إلى تأثر بعض القطاعات أكثر من غيرها وبنسب متفاوتة.

وأضاف الطباع:" قطاع المواد الغذائية تأثر ولكن بنسب متفاوتة وليست قوية، فالقطاعات التي تأثرت بقوة هي قطاعات الكماليات"، ولكنه لم يستبعد أنه في حال تأزم الوضع الاقتصادي أن يتأثر قطاع المواد الغذائية.

وبالنسبة إلى ما تحدثه الرواتب من حراك في الأسواق، بين الطباع أن رواتب الموظفين الذين يستلمون رواتبهم من الضفة أو غزة تعمل حركة لأيام معدودة في الأسواق، خاصة أنهم يكونون قد استهلكوا نسبة كبيرة منها قبل استلامه.

وأشار إلى أن الموظف عند استلام راتبه يقوم بتسديد ما عليه من فواتير والتزامات تكون مترتبة عليه من الشهر السابق، مؤكداً أن نزول الرواتب لا يعمل حركة في الأسواق إلا لأيام معدودة ثم يعود الركود سمة للأسواق.

ونوه الطباع إلى أن العجلة الاقتصادية في القطاع مرتبطة ببعض، وتوقف قطاع الإنشاءات وتأثر باقي القطاعات المساندة له مثل القطاعات الصناعية والتجارية مساندة لقطاع الإنشاءات كلها عملت على ارتفاع معدلات البطالة.

وأردف:" حسب الربع الثالث في عام 2013 زاد معدل البطالة لـ 32.5% وأكثر من 130 ألف عامل أصبحوا ضمن العاطلين عن العمل، وهذا قبل أزمة الكهرباء حيث ارتفعت نسبة البطالة بنسبة 6% عن الربع الثاني وهذا مؤشر خطير ومن المتوقع أن ترتفع مع نهاية العام الحالي".

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -