إغلاق الأنفاق يشـل اقتصاد غزة في 2013 والخسائر تتجاوز 500 مليون دولار

إغلاق الأنفاق يشـل اقتصاد غزة في 2013 والخسائر تتجاوز 500 مليون دولار

الإثنين 16 ديسمبر 2013 - 11:12 EST
الاناضول
في عام 2007 حفر الغزيّون مئات الأنفاق على خط الحدود بين غزة ومصر، بحثاً عن الحياة في ممراتها المحفورة تحت الأرض بعد أن فرضت إسرائيل حصارا خانقا أغلقت على إثره معابر القطاع التجارية.
وبعد الاعتماد الرئيسي على البضائع المهرّبة عبر الأنفاق وفي مقدمتها الوقود ومواد البناء وكافة المستلزمات الأخرى بدأ اقتصاد القطاع المحاصر يجد طريقه نحو الانتعاش، غير أن هذا المشهد تبدّل بالكامل وعاد لنقطة البداية بعد الحملة الأمنية المصرية التي انطلقت ضد الأنفاق أوائل يوليو الماضي عقب عزل الرئيس محمد مرسي.

واختلفت بداية عام 2013 عن نهايته إذ شهدت الشهور الأخيرة انهيارا حادا هدّد مفاصل حياة قرابة مليوني مواطن.
وتجاوزت الخسائر المباشرة لمختلف الأنشطة الاقتصادية في قطاع غزة الـ” 500″ مليون دولار خلال خمسة أشهر ونصف، وفقا لدراسة أعدها مدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بغزة ماهر الطباع.
وقال الطباع، خبير الاقتصاد الفلسطيني في دراسته التي تلقت ” الأناضول ” نسخةً عنها اليوم الاثنين إن مساهمة الأنشطة الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي تراجعت بنسبة 60% خلال تلك الفترة.
وأضاف أن إغلاق الأنفاق أدى لتوقف الأنشطة الاقتصادية وانخفاض القدرة الإنتاجية ما تسبب بخسائر فادحة تكبدها التجار ورجال الأعمال والصناعيين.
ووفقا لدراسة الطباع فإن تراكمات الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة بالتزامن مع إغلاق الأنفاق أثر بالسلب على اقتصاد غزة وأفقده أكثر من 500 مليون دولار.
وبفعل إغلاق الأنفاق توقف قطاع الإنشاءات عن الإنتاجية بشكل كامل حيث كان يعتمد هذا القطاع بالدرجة الأولى على مواد البناء الواردة عبر الأنفاق .
وأشارت الدراسة إلى أن قطاع الإنشاءات من أكبر القطاعات المشغلة للعمالة ويساهم بنسبة 27% في الناتج المحلى الإجمالي أي ما يعادل 135 مليون دولار خلال الربع الثاني من عام 2013.
 وساهم القطاع خلال الثلاث سنوات الأخيرة في انخفاض معدلات البطالة في قطاع غزة نتيجة إلى انتشار حركة بنيان واسعة للعمارات والأبراج السكنية الخاصة وتنفيذ بعض مشاريع البنى التحتية الممولة محليا أو من المؤسسات المتضامنة مع قطاع غزة والمؤسسات الدولية.
وأدى الركود التجاري وهشاشة الوضع الاقتصادي إلى ارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة في الربع الثالث من عام 2013 إلى 32.5% بواقع 130 ألف عاطل عن العمل مقارنة بالربع الثاني من عام 2013 والتي بلغت فيه معدلات البطالة 27.9% أي أن نسبة الارتفاع بلغت حوالي 5% .
وتوقع الطباع أن ترتفع معدلات البطالة في الربع الأخير من عام 2013 لتلامس 40% نتيجة استمرار الوضع على ما هو علية .
ويعتبر الربع الثاني لعام 2011 من أفضل فترات الحصار بالنسبة لمعدلات البطالة في قطاع غزة حيث انخفضت النسبة إلى 25% بواقع 86 ألف عاطل عن العمل.
وأكد الطباع في حديثٍ لـ”الأناضول” أن هذه الدارسة تتحدث عن تقديرات أولية وأن الخسائر التي تكبدّها قطاع غزة ستكون كارثية وغير مسبوقة.
وأضاف أن إغلاق الأنفاق جعل من 2013 عاما قاسيا على اقتصاد غزة وعلى أنشطتها التجارية.
وتابع:” لكي ينتعش الاقتصاد يجب أن يتم إنهاء أسوأ وأطول وأشد حصار يشهده العالم، فما يمر به القطاع من كارثة اقتصادية أثرت بالسلب على كافة نواحي الحياة الاجتماعية والصحية والبيئية وحتى النفسية.”
وأدت انعكاسات الأحداث الجارية في مصر إلى تدهور حاد في الوضع الإنساني في قطاع غزة وفق تأكيد منظمة التعاون الإسلامي.
وقال محمد حسنة منسق المنظمة في غزة إن 90% من مشاريع البنى التحتية التي تنفذها البلديات بتمويل عربي ودولي توقفت.
وأضاف في حديثٍ لـ”الأناضول” إن منظمة التعاون الإسلامي أصدرت اليوم الاثنين تقريرا مفصلا عن الوضع الإنساني والاقتصادي في قطاع غزة يرصد آثار الحصار الإسرائيلي وانعكاسات الأحداث الجارية في مصر.
ووفق ما رصدته المنظمة من أرقام فقد تعطلّ ما بين 70% إلى 80% من الصيادين عن العمل، وتوقف السائقين وعمال السيارات بنسبة 80% بسبب أزمة نقص الوقود.
ودخلت 3 وفود إنسانية فقط عبر معبر رفح منذ بداية يوليو 2013 وحتى آخر أكتوبر 2013.
وتسبب سوء الوضع في انخفاض وصول مياه الشرب والاستخدام المنزلي في المتوسط بنسبة 40% من سكان قطاع غزة.
وأشار إلى خسائر القطاع الزراعي تقدر بــ 150 ألف دولار بشكل يومي نتيجة عدم قدرة المزارعين على تصدير منتجاتهم.
ولفت حسنة إلى أن 57% من الأسر في غزة تعاني من انعدام الأمن الغذائي، وأن كافة الوقائع على الأرض تكشف عن كارثة إنسانية تستدعي تدخل دولي عاجل لإنقاذ 1.8 مليون مواطن يعيشون أوضاعا قاسية وصعبة.
وزاد إغلاق الأنفاق من تدهور الاقتصاد في قطاع غزة كما يرى خبير الاقتصاد الفلسطيني علي أبو شلا، والذي قال إن الاعتماد الكلي على الأنفاق الحدودية ساهم في التخفيف من حدة الحصار الإسرائيلي الخانق.
وأضاف في حديث لـ”الأناضول” أن توقف عمل الأنفاق أدى إلى انهيار تام في كافة القطاعات الاقتصادية في عام 2013.
وتابع:” نهاية العام كانت الأكثر قسوة في المعدلات الكاشفة عن حجم المأساة، إذ ارتفعت نسبة البطالة، ووصل الفقر لمعدلات غير مسبوقة، وأصاب الركود كافة مناحي الحياة.”
وكانت وزارة العمل في حكومة غزة قد كشفت مؤخرا عن أن النصف الثاني من العام الحالي، شهد حالة غير مسبوقة من إحكام الحصار.
ووفق وزارة العمل فإن معدلات البطالة ارتفعت خلال الربع الثالث من العام 2013، من 27% إلى ما يقارب 33%، والنسبة مرشحة للزيادة.
غير أن اللجنة الشعبية لكسر الحصار أكدت في وقت سابق أن معدلات البطالة في قطاع غزة قد ارتفعت إلى 50%، والفقر إلى 80%.
وتقدر وزارة الاقتصاد في حكومة غزة المقالة الخسائر الناجمة عن تعطيل حركة الأنفاق بنحو 460 مليون دولار.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -