الكهربا قاطعة والفاتورة طالعة


الأربعاء 11 ديسمبر 2013 
جريدة الإقتصادية - غزة - أحمد إبراهيم:
اشتاط الحاج رياض إسماعيل غضباً بعد استلامه الفاتورة الشهرية الصادرة عن شركة توزيع الكهرباء في محافظات قطاع غزة.
وقال الحاج الستيني بلغته البسيطة : ” ارحمونا يا عالم.. والله هالكلام ما بيدخل الراس، الكهربا قاطعة طول اليوم وما بنشوفها إلا 6 ساعات، وطول الوقت إما بنشغل الماتور على البنزين الإسرائيلي، أو قاعدين ع العتمة، والفاتورة بتزيد وما بتقل”.
وأضاف مستغربًا ” بس الغريب في الموضوع ان الكهربا لما كانت تيجي 24 ساعة كانت الفاتورة بتيجي 150 شيكل تقريبًا، ولما صارت تقطع 12 ساعة وتيجي 12 ساعة نفس الشغلة، اليوم لما صارت تيجي بس 6 ساعات الفاتورة بتطلع 180 شيكل كيف؟!”.
وطالب شركة توزيع الكهرباء بتوضيح أسباب الزيادة في قيمة الاستهلاك الشهري، رغم زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي، داعيًا الحكومة في غزة والجهات المسؤولة إلى متابعة عمل شركة الكهرباء وتشكيل لجنة لمتابعة عمل الشركة وخاصة فيما يتعلق بفواتير المواطنين.
وأثارت هذه القضية موجة غضب عارمة من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، يطالبون شركة توزيع الكهرباء بتوضيح أسباب الزيادة في قيمة فواتير الكهرباء رغم الانقطاع المستمر للتيار.
فاجعة كبيرة
أما مدير العلاقات العامة بالغرفة التجارية د. ماهر الطباع، فقد تفاجأ عند استلام فاتورة الكهرباء من ارتفاع قيمة الاستهلاك الشهري، رغم الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي.
وتساءل الطباع في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “هل من المنطق أن يدفع المواطن 500 شيكل شهريا للحصول على 10 ساعات من الكهرباء؟! ما هو تفسير شركة الكهرباء حول ارتفاع قيمة الفواتير بالرغم من تزويدنا بـ 6 ساعات من كهرباء يوميًا؟!”
وقال: “فاجعة كبيرة أصابت المواطنين وأنا واحد منهم عند استلام فواتير الكهرباء، فالبرغم من انقطاع التيار الكهرباء لمدة 18 ساعة يوميًا، إلا أنني تسلمت فاتورة الكهرباء بقيمة 196 شيكل, هذا بالإضافة إلى 300 شيكل تدفع شهريا لشراء سولار إسرائيلي للمولد ضمن برنامج تشغيل مخفض جدا جدا”.
وأضاف الطباع: “أي أن مجموع ما أدفعه 500 شيكل شهريًا للحصول على التيار الكهرباء من الشركة 6 ساعات والمولد 4 ساعات أي لفترة لا تتعدي 10 ساعات يوميا”.
وأشار إلى تحمل الشقق السكنية في الأبراج والعمارات أعباء مالية مضاعفة، نتيجة استخدام السولار الإسرائيلي والتي تصل قيمته من 200 إلى 300 شيكل شهريا لكل شقة سكنية، إضافة إلى قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية التي لم تتغير رغم انقطاع التيار الكهربائي.
ولم يختلف حال مخرج تلفزيون فلسطين أحمد عوض الله، عن الطباع كثيرًا، إذ تفاجأ هو الآخر من قيمة الاستهلاك الشهري الوارد في فاتورة الكهرباء، وقال: “الشهر قبل الماضي كانت الكهرباء تنقطع 8 ساعات وتتوفر 8 ساعات، وجاءتني الفاتورة الشهرية عادية وكأن الوضع طبيعي وكأن الكهرباء متوفرة 24 ساعة بشكل كامل، وكانت 187 شيكل، قلنا معلش”.
وأضاف عوض الله مندهشًا ” اليوم وصلتني فاتورة الشهر الماضي، حيث ازدادت ساعات القطع إلى 12 ساعة قطع يقابلها أقل من 6 وصل للكهرباء، بمعنى أن الكهرباء تتوفر بنسبة 33% فقط عن المعدل الطبيعي، بمعنى أن الكهرباء تتوفر فقط بما يعادل 10 أيام كاملة في الشهر كله فقط، وجاءتني الفاتورة أعلى من الفاتورة السابقة، إذ بلغت قيمتها 190 شيكل”.
وتساءل: “سؤالي هنا أوجهه لكل ذي عقل وبصيره: لو ألغيت الكهرباء تماماً من حياتنا، كم ستصل قيمة فاتورة الكهرباء وفقاً للمتتالية الرياضية التي تستخدمها شركة توزيع الكهرباء؟!”.
بدوره؛ قال الصحفي محمد أبو حية، في تغريدة نشرها عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “‏الكهرباء تصل البيوت في ‏غزة ٦ ساعات يوميًا فقط، والفاتورة الشهرية ثابتة.. أخرج لي لِصَك؟!”. وأرفق أبو حية هذه التغريدة، بصورة لفاتورة الكهرباء الشهرية تظهر قيمة الاستهلاك البالغ (304.92 شيكل).
فيما قدم الصحفي أحمد الكومي، في تغريدة أخرى، اقتراحًا ساخرًا قال فيه: “أرى أن نستقدم فريق علماء رياضيات من الخارج لتفسير العلاقة العكسية بين قيمة الفاتورة وانقطاع الكهرباء في ‏غزة.. بالمناسبة، اليوم هو اليوم العالمي لمكافحة الفساد (9 ديسمبر)”.
وانتج فنانون في غزة حلقة تلفزيونية ضمن مسلسل كوميدي يسجد واقع انقطاع التيار الكهربائي عن منازل المواطنين في القطاع ويتهكم على ثبات فاتورة الكهرباء رغم انقطاعها لأكثر من 16 ساعة يوميًا.
واستخدم في الفيلم الذي بلغت مدته 18 دقيقة، لغة تهكمية تجاه الشركة وحكومتي غزة ورام الله في ظل اصرار كل جهة على تحميل الأخرى مسؤولية الأزمة المستمرة في القطاع الساحلي منذ قطع امدادات المحروقات من الانفاق الأرضية مع مصر.
كمية الاستهلاك
وفي معرض رد شركة توزيع الكهرباء على سؤال وجهته “الاقتصادية” حول أسباب زيادة قيمة الاستهلاك الشهري رغم انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة؛ أكد مدير عام العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء، جمال الدردساوي، أن فاتورة الكهرباء لا تقاس بمدة الاستهلاك وإنما بكمية الاستهلاك الشهري للمواطنين.
وأوضح الدردساوي أن شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة، حددت سعر الكيلو واط من الكهرباء لمنازل المواطنين بـ 50 أغورة (نصف شيقل)، ودعا المواطنين الذين يشككون في قيمة الاستهلاك الشهري إلى مقارنة قراءة عداد الكهرباء مع فاتورة الاستهلاك الشهري.
وقال: “في حال كان هناك أي خطأ في قراءة العداد، يمكن لأي مواطن التوجه إلى أقرب مقر لشركة توزيع الكهرباء وابلاغهم بذلك ليتم تصحيح الخطأ وتعديل الفاتورة”، منوهًا إلى أن العداد هو من يحدد قيمة الاستهلاك الشهري للمواطنين وليس الشركة.
وتابع: “المواطن هو من يتحكم بالاستهلاك، لكن فترة انقطاع التيار أثرت سلبًا على جميع سكان قطاع غزة، وأصبح المواطن ينتظر وصل الكهرباء واستغلال كل ساعة من ساعات الوصل بشكل كامل، لتعويض ساعات انقطاع التيار”.
وأشار الدردساوي إلى محاولات شركة توزيع الكهرباء في قطاع غزة، توصيل الكهرباء في ساعات المساء بالعديد من المناطق قبل موعد وصلها حسب جدول قطع ووصل الكهرباء، ولكن ذلك مرتبط بتوفر القدرة على الخطوط.
وأضاف: ” الثلاجة الكهربائية هي عامل أساسي في زيادة الاستهلاك الشهري، لأنها تصبح كصندوق خشبي بعد انقطاع التيار مدة 12 ساعة، وتفقد البرودة داخلها وبمجرد وصل التيار فإن ماتور الثلاجة يعمل من جديد على تبريد الأطعمة والأغذية بداخلها، ولتعود إلى طبيعتها”.
وبين مدير عام العلاقات العامة في شركة توزيع الكهرباء أن الثلاجة في الوضع الطبيعي تعمل لمدة لا تتجاوز 3 ساعات في اليوم وتفصل بشكل اوتوماتيكي، لكن في هذه الفترة الثلاجة تعمل خلال الساعات الستة لتبريد ما بداخلها”.
وأكد حرص شركة توزيع الكهرباء في محافظات قطاع غزة على العمل بشكل متواصل ومستمر على مدار الساعة للتخفيف من أزمة المواطنين.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -