ركود غير مسبوق يضرب أسواق غزة

الجمعة 2/2/1435 هـ - الموافق 6/12/2013 م 
ركود غير مسبوق يضرب أسواق غزة
يشكو أصحاب المحال التجارية في غزة من ركود حاد ومخاوف من استمراره (الجزيرة)
ضياء الكحلوت-غزة
اضطر مازن المدهون صاحب محال لبيع الأدوات المنزلية والكهربائية في شمال قطاع غزة إلى إيقاف ثلاثة من العاملين الخمسة الذين كان يشغلهم نتيجة حالة الركود التي تضرب الأسواق الغزية منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.

وتعاني أسواق القطاع من ركود تجاري كبير أصاب كافة القطاعات الاقتصادية دون استثناء، فلا تجد محال تجارية أو خدمية أو تجاراً إلا ويتحدثون بمرارة عن أوضاعهم التي تراجعت نتيجة هذه الحالة غير المسبوقة بحجمها.


ولجأ كثير من تجار القطاع وأصحاب المحال التجارية إلى العروض الترويجية والتسويقية وخيارات التقسيط وغيرها، لكن ذلك لم يقدم لهم كثيراً في ظل عشرات الموانع التي تحول دون عودة النشاط التجاري.

خفض العمالة
ويقول عمر المدهون نجل صاحب المحال إن حالة الركود التي تشهدها الأسواق وانخفاض عدد المشترين وارتفاع الكلفة التشغيلية للمحال دفعتهم لإيقاف ثلاثة من العاملين لديهم، على أمل أن يعودوا عقب تحسن الوضع.
عمر المدهون: بتنا نبيع لـ20% من زبائننا في أحسن الأحوال (الجزيرة)
وأضاف المدهون للجزيرة نت "اليوم بتنا نبيع لنحو 20% من زبائننا في أحسن الأحوال ونقدم عروضاً للتقسيط وغيرها ولكن الحركة الشرائية لا تتحرك أبداً"، وأرجع هذا الركود لعوامل منها تخوف المواطنين من القادم المجهول، وإلى تغير أولويات المواطن في ظل الحصار وانقطاع الكهرباء وأزمة الغاز المستفحلة.

وأشار عمر إلى أن رواتب موظفي السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة في غزة كانت تحرك الأسواق "لكنها لم تعد تحركها كما في السابق"، منبهاً إلى أن الحركة الشرائية تقتصر حالياً على أنابيب الغاز وأجهزة الإنارة الصغيرة التي يستخدمها الغزيون أثناء انقطاع الكهرباء.

والحال نفسه ينطبق على أبو أحمد صاحب محل لبيع الفواكه والخضراوات، الذي شكا من ضعف شديد في الحركة الشرائية، مشيراً إلى أن "الأسعار نتيجة هذا الركود انخفضت لكن انخفاضها لم يحرك الأسواق".

وألحق الركود خسائر لأبو أحمد الذي قلص كمية المشتريات اليومية من أسواق الجملة خشية تعرض البضائع للتلف في ظل صعوبة وضعها في الثلاجات المخصصة لها نتيجة أزمة الكهرباء الحادة في غزة.

الطباع أكد أن القطاعات الاقتصادية كلها لم تنجو من الركود (الجزيرة)
موت سريري
وبفعل حالة الركود التي شملت كافة المناحي يدخل القطاع مرحلة الموت السريري وفق وصف الاقتصادي ماهر الطباع، الذي قال للجزيرة نت إن الركود أصاب كافة الأنشطة الاقتصادية بشكل غير مسبوق، ولم ينجو منه أي عملية إنتاجية أو شرائية، مشيراً إلى أن هذه الأزمة ستكبد التجار خسائر فادحة.

وأرجع الطباع الركود أيضاً لاشتداد الحصار وإغلاق الأنفاق التي كانت تمد غزة بكافة المواد الخام، والتي كانت تشغل العشرات في المصانع التي توقفت أو قلصت عملها نتيجة هدمها، وانضم العاملون فيها إلى طابور طويل من العاطلين.

ونبه إلى أن الموظفين الحكوميين باتوا مَدينين بشكل أكبر، مما يدفعهم لتقليص مشترياتهم والاهتمام بسداد ما عليهم من ديون، غير أنه أكد أن حالة عدم اليقين بشأن نيل الراتب وانقطاعاته التي تكررت تدفع الموظف لادخار "القليل من أجل اليوم الأسود".
المصدر : الجزيرة
http://www.aljazeera.net/ebusiness/pages/0201cf76-a784-472a-b3ff-f56f2b8ac35e
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -