المولدات الكهربائية … أنهكت عجلة الإنتاج “المحاصر” !!

المولدات الكهربائية … أنهكت عجلة الإنتاج “المحاصر” !!

الأربعاء 22 يناير 2014
جريدة الإقتصادية - غزة- ميرفت عوف
اضطرت غالبية البيوت في قطاع غزة لشراء مولدات كهربائية خاصة بها بعد أن بدأت أزمة الكهرباء ، وهذا ما شكل عبئا إضافياً على المواطنين، لكن عبأ آخر كان أكبر على المصانع والشركات الإنتاجية التي اضطرت للجوء للمولدات كي تستمر عجلة إنتاجها 
لقد تسبب استخدام المولدات الكهربائية في عملية الإنتاج بزيادة كبيرة في تكلفة الإنتاج وصلت إلى ثلاث أضعاف التكلفة خاصة بعد الاعتماد على الوقود الإسرائيلي مرتفع الثمن عن الوقود المصري ، فتقارير وزارة الاقتصاد الفلسطيني تشير إلى أنه خلال العام (2012) تم استيراد  12569 مولد بينما قلت تلك الأعداد في عام ( 2013 ) إلى 3985 مولد.
وتتراوح طاقة تلك المولدات كحد أقصى من 500  kva إلى 600 kva  ، ورغم أنه يصعب معرفة كمية استهلاك تلك المولدات من الوقود حيث يعود الأمر إلى عدد ساعات استخدامها وطاقتها إلا أنه من المؤكد أن استخدام المولدات الكهربائية في عملية الإنتاج أضر بالاقتصاد الفلسطيني وأنهك عجلة إنتاجه بمزيد من التكلفة ، كما أنها استنزفت الكثير من كميات الوقود التي تدخل غزة وهذا ما تحاول “الاقتصادية” قراءته.
ويقول مدير شركة بشير السكسك إن عملية تصنيع ” المواسير” البلاستكية التي تقوم بها الشركة تضطرهم إلى اللجوء مباشرة بعد انقطاع التيار الكهربائي إلى تشغيل مولدات ضخمة لاستكمال عملية الإنتاج أو البدء بها.
ويؤكد نعيم السكسك أن إنتاج المصنع باستخدام المولدات الكهربائية يبقي كما هو من حيث الكمية إلا أن تكاليف الإنتاج تزيد ثلاث أضعاف في حالة هذا الاستخدام .
هذه الشركة وهي من أبرز الشركات المحلية في تصنيع ” المواسير” البلاستكية بحاجة لطاقة تصل إلى “1 ميجا” للحصول على طاقة تُشغل آلات الشركة ساعات طويلة وهذا ما يسبب أيضًا تكاليف إضافية .
ويضيف السكسك ” تتهالك هذه المولدات بسرعة ، فالمولد الذي من المفترض أن يخدمنا خمسة سنوات ، بالكاد نستخدمه عام واحد “.
ويضطر القائمون على هذه الشركة إلى اللجوء إلى السولار الإسرائيلي مرتفع الثمن بعدما شح السوق من السولار المصري بسبب إغلاق الأنفاق المصرية الفلسطينية  ، وإذا كانت المواد الخام متوفرة باستيرادها عبر معبر “كرم أبو سالم” ، فإن انقطاع التيار الكهرباء هو مشكلة التصنيع الأولي لديهم ، كما أن انقطاعها بشكل مفاجئ يحلق الأذى بالآلات والمواد المنصهرة داخلها ، ويضيف ” هذا الأمر يزيد ساعات العمل ويزيد التكاليف ، ويؤثر في النهاية على أرباح الشركة”.
زادت تكلفة الإنتاج
الكثير من المواطنين والشركات التجارية استطاعوا بعد أزمة الوقود المتكررة الاعتماد على شواحن ” اليو بي اس” لكن القطاع الصناعي والزراعي ما زال يحتاج لمولدات كبيرة بسبب صعوبة الاعتماد على بديل آخر .
ويشدد المحلل الاقتصادي ماهر الطباع على أن أمر استخدام تلك المولدات في الصناعة والزراعة كان من أسوء ما خلفته أزمة الكهرباء من تداعيات سلبية كثيرة على كافة الأنشطة الاقتصادية.
ويوضح الطباع لـ”الاقتصادية” أن اللجوء إلى استخدام المولدات الكهربائية أضر بالإنتاج المحلي بل بالاقتصاد الفلسطيني بشكل عام وتسبب في عدم انتظام العملية الإنتاجية وتكبدها تكلفة كبيرة.
ويشير إلى أنه في ظل انقطاع التيار الكهربائي سابقًا مع وجود السولار المصري كان الأمر أهون كون سعره يقارب النصف من سعر السولار الإسرائيلي، أي أن توافر السولار المصري كان يحدث توازن لحد ما.
ويضيف الطباع ” في ظل الاضطرار إلى السولار الإسرائيلي تتضاعف التكلفة، لقد زادت تكلفة الإنتاج إلى 120 %، وفي هذا الوضع يزيد سعر المنتج ويصبح غير  منافس في السوق ، والبعض أفضل له التوقف عن استخدام المولدات في الإنتاج”.
أضرت بالاقتصاد الفلسطيني
أرهقت تلك المولدات كاهل المواطنين و كاهل المحلات التجارية ماديًا ، وأيضًا صحيًا بزيادة الضوضاء وتلوث البيئة ، ورغم ذلك كان استخدامها ضرورة خاصة في النشاط الزراعي والصناعي المحلي .
يؤكد أستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر معين رجب أن استخدام المولدات كان حالة ملحة وضرورية رغم زيادة التكلفة ، فارتفاع أسعارها كأجهزة وأسعار الوقود المستخدم في تشغيلها يتكبد جرائه المنتجين خسائر فادحة.
ويؤكد في حديث خاص بـ”الاقتصادية” أن هذا الاستخدام أضر بالاقتصاد الفلسطيني وحمله أعباء إضافية بدأ من الاضطرار إلى استيراد هذه المولدات من الخارج ومن ثم زيادة العجز في الميزان التجاري الفلسطيني بسبب تكلفة الإنتاج المحلي.
ويتابع القول :”  يزيد استخدام هذه المولدات من التكلفة ويقلل من الأرباح ، كما أن يضر بعجلة الإنتاج المحلي واللجوء إليها كان بسبب عدم وجود بديل ملائم أفضل منها”.
ويعرج د. رجب على خسائر أخرى غير الوقود تتكبدها المصانع والشركات ، منها أن تلك المولدات عرضة باستمرار للتلف بسبب زيادة ساعات تشغيل الآلات عليها ، وهي على أقل الأحوال بحاجة مستمرة لصيانة إضافية ناهيك عن المخاطر الشديدة التي وصلت إلى حد وقوع قتلي وجرحي بسبب انفجارات حدثت جراء استخدام هذه المولدات .
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -