تجـار وصناعـيـون يحــذرون مــن مخاطــر تفاقم حالة الكساد في مختلف الأنشطة الاقتصادية

تجـار وصناعـيـون يحــذرون مــن مخاطــر تفاقم حالة الكساد في مختلف الأنشطة الاقتصادية
كتب ـ حامد جاد:
يرى تجار وصناعيون أن حالة الكساد التي تعاني منها أعمال مختلف الانشطة الاقتصادية في قطاع غزة آخذة بالتفاقم، محذرين من خطورة تعرض هذه الانشطة لمزيد من التراجع في حال مواصلة الجانب الاسرائيلي منع دخول المواد الاساسية المشغلة للعمالة في القطاع، واستمرار الازمة المالية التي تثير مخاوف الموظفين الحكوميين من امكانية عدم انتظام موعد دفع رواتبهم الشهرية.
وفي أحاديث منفضلة أجرتها "الايام" حول واقع حالة الكساد التي تشهدها اسواق قطاع غزة، اعتبر طارق السقا مدير عام شركة السقا للأجهزة الكهربائية، أن حالة الكساد التي تعاني منها كافة القطاعات التجارية والصناعية والخدمية ازدادات في الاونة الاخيرة تفاقما ولم تعد وفق القدر الذي كانت عليه في منتصف العام الماضي عقب اغلاق الانفاق.
ولفت الى أنه كان لدى بعض هذه القطاعات في بداية الازمة مخزوناً من البضائع المختلفة وتمكنت من تسويقها وعندما لجأت هذه القطاعات للاستيراد من الخارج عبر معبر كرم أبو سالم بأسعار مرتفعة فوجئت بتراجع القدرة الشرائية لدى المستهلك نتيجة ل تأثره المباشر بمجمل مكونات الوضع الاقتصادي والتراجع الذي حل بمختلف أنشطته .
وبين السقا أن منع دخول العديد من السلع الاساسية كمستلزمات البناء وما ترتب على ذلك من تعطل قطاع الانشاءات وفقدان الالاف لفرص عملهم اضافة الى ارتفاع اسعار الوقود وارتفاع كلفة الانتاج بالنسبة للمنتج والمستهلك وعدم انتظام رواتب الموظفين سيما موظفي الحكومة المقالة أدى مباشرة لضعف القدرة الشرائية .
وقال "بالنسبة لتجارتنا لم تكن الاجهزة الكهربائية في أي مرحلة من السلع الكمالية بل الاساسية ولكن في ظل الوضع الراهن وتراجع معدل دخل الفرد وارتفاع معدل البطالة أصبح المواطن ينظر الى شراء تلفاز جديد أو ثلاجة نظرة ترف وبالتالي يفضل اصلاح الجهاز المتوفر لديه أو شراء جهاز مستخدم ".
وأوضح السقا أن تقديراته لمعدل مبيعات شركته خلال الشهر الحالي بالكاد تصل الى نسبة 50% بالمقارنة مع قيمة مبيعاته للشهر نفسه من العام الماضي .
من جهته، حمل محمد أبو شنب رئيس اتحاد مصانع الخياطة السياسة التي تنتهجها وزارة أقتصاد المقالة المسؤولية عن حالة الكساد في تجارة الملابس في سوق غزة نتيجة لسياسة اغراق السوق المحلية بالملابس المستوردة بما في ذلك مايتم استيراده من كميات كبيرة من الملابس غير المطابقة للمواصفات .
وطالب أبو شنب اقتصاد المقالة بتقنين عملية منح أذونات استيراد الملابس بكميات تزيد عن الاحتياجات الفعلية لسوق قطاع غزة ما أثر سلبا على صناعة الملابس متسائلاً بقوله " عندما تستورد غزة 35 مليون قطعة ملابس في الوقت الذي تحتاج فيه السوق 10 ملايين قطعة من المؤكد أن يعم الكساد تجارة الملابس فأين سياسة إحلال الواردات التي أعلنتها الوزارة مما يجري على أرض الواقع ".
ولفت الى جملة من الاسباب الاخرى التي أفضت الى حالة الكساد التي تشهدها اسواق قطاع غزة ومنها مخاوف الموظفين تجاه الازمة المالية وانعكاساتها المتوقع أن تفضي لعدم انتظام دفع الرواتب وفقدان الالاف لاعمالهم في القطاعات المتضررة من الحصار المفروض .
بدوره، أشار اسماعيل النخالة رئيس جمعية مستوردي المركبات الى كساد تجارة المركبات نتيجة لازدواجية الضرائب المفروضة ولجوء أعداد كبيرة من المواطنيين الى الاقتراض من أجل شراء مركبات ومن ثم بيعها باسعار أقل بكثير من قيمة شرائها كي يستفيدون من السيولة النقدية .
وقال " هناك من يشتري سيارة بعشرين ألف دولار من خلال قرض حصل عليه من البنك وفي اليوم الثاني يبيعها بخمسة عشر ألف دولار كي يستفيد من هذه السيولة في بناء منزل أو تزويج ابنه وبالتالي فان تباين الاسعار في سعر المركبة الواحدة أدى لكساد هذه التجارة لدى اوساط مستوردي المركبات وتراجع بشكل ملحوظ مستوى اقبال المواطنيين على شراء المركبات من المعارض ".
ولم يكن واقع تجارة المواد الغذائية افضل حال من سابقها حيث أشار المواطن حسام حرارة الذي يمتلك محل سوبرماركت الى أن مبيعاته انخفضت خلال الاشهر الاخيرة الماضية بنسبة لاتقل عن 40% مقارنة مع أشهر النصف الاول من العام الماضي اضافة الى أن هامش الربح المحقق انخفض الى النصف بسبب ارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية التي يتم استيرادها عبر معبر كرم أبو سالم .
ونوه الى أن ما نسبته 30% من محتويات محله التجاري كانت عبارة عن سلع استهلاكية مصرية كانت تأتي من خلال الانفاق والان يتم استيرادها بشكل شرعي عبر معبر كرم أبو سالم ولكن بسعر مرتفع وبالتالي يضطر التاجر الى رفع قيمة هذه السلعة وفق هامش ربح محدود يتلاءم والقدرة الشرائية في غزة وبالتالي لم يعد أصحاب حال البقالة والسوبرماركت يحققون أرباحاً مثل السابق نتيجة لحالة الكساد والتراجع الكبير في القدرة الشرائية للمواطنيين .
الى ذلك، أكد د. ماهر الطباع مدير العلاقات العامة في غرفة تجارة غزة، أن سوق قطاع غزة يمر بمرحلة كساد مماثلة لحالة الكساد التي شهدها القطاع في بداية سنوات الحصار منوهاً أن كافة الانشطة الاقتصادية تراجعت منذ إغلاق الانفاق مع مصر في نهاية حزيران الماضي وأن بعض الانشطة الاقتصادية توقفت تماماً عن الانتاج .
واعتبر أن أهم وأبرز أسباب الكساد التجاري ترجع لانخفاض الانتاج في كافة الانشطة الاقتصادية وتوقف
الاعمال في الانشطة المساندة لقطاع الانشاءات وارتفاع معدلات البطالة في قطاع غزة التي وصلت لنحو 40% حيث أن هناك أكثر من 140 ألف متعطل عن العمل اضافة للاسباب الاخرى المرتبطة بارتفاع معدلات الفقر وعدم انتظام رواتب الموظفين وازمة الكهرباء والمحروقات .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -