محاولات لمواجهة الركود الاقتصادي بغزة

محاولات لمواجهة الركود الاقتصادي بغزة
عامل يعلن حملة تخفيضات على الأدوات المنزلية بالسوق الشعبي بمدينة غزة (الجزيرة نت)
الثلاثاء 2/5/1435 هـ - الموافق 4/3/2014 م
ضياء الكحلوت-غزة
لمواجهة الركود والكساد الكبير الذي تعيشه أسواق قطاع غزة منذ ستة أشهر، لجأ التاجر إحسان أبو شعبان لإطلاق حملة تخفيضات وبيع بأسعار الجملة على منتجات المواد الغذائية التي يستوردها من الخارج وتلك التي يصنعها.
وتعاني أسواق القطاع منذ إغلاق الأنفاق وارتفاع معدلات البطالة التي وصلت حاجز 43% من مشكلة الركود والكساد الحاد التي شملت كافة المناحي التجارية والاقتصادية، وانخفض مع هذا الكساد القوي حجم الواردات من معبر كرم أبو سالم.
الطباع أكد أن بعض التجار يبيعون بضائعهم بخسارة نتيجة اشتداد الركود (الجزيرة نت)
وأدى إغلاق الأنفاق إلى توقف الآلاف من العاملين فيها، إلى جانب وقف كامل للقطاع الإنشائي المحرك الأبرز للاقتصاد في غزة، حيث كان القطاع يعتمد على الأنفاق في إيصال مواد البناء ومستلزماتها في ظل منع إسرائيل دخولها.
وأوقف تجار أعمالهم أو قلصوها إلى حد كبير في غزة نتيجة نقص السيولة بالأسواق وتداعيات الركود، وفق ما ذكر أبو شعبان، الذي قال إن "الظروف الاقتصادية الصعبة لسكان القطاع واشتداد الحصار أديا لكساد واسع شمل كل الأنشطة التجارية حتى تلك المتعلقة بالمواد الغذائية".
الوضع الأصعب وأوضح أبو شعبان للجزيرة نت أن "الوضع صار أصعب من أي وقت مضى، ونحن كتجار بتنا نكتفي بالبيع بالجملة والربح القليل أو نبيع كما نشتري لمواجهة الكساد" مشيراً إلى أن الأسر الكبيرة تشعر بالفرق عندما تتسوق من المنتجات المخفضة.
وأضاف "كل البلد تشكو من الركود، إذا تجولت في الأسواق سترى أن البضائع كثيرة ولا مشترين. التجار والمواطنون كلهم في حالة صعبة" لافتاً إلى أن "أحداً في غزة لا يستطيع التخمين أو معرفة متى تنتهي الأزمة الحالية التي تعتبر الأشد".
أما تاجر الأدوات المنزلية أحمد الدهشان فقال للجزيرة نت إن العروض الكثيرة في الأسواق لا تغري الكثير من الناس، مشيراً إلى أنه يضطر للخسارة في بعض المنتجات من أجل تجميد السيولة النقدية وتدبير مبالغ للشيكات التي كتبها.
وبينّ الدهشان أن الكثير من المشترين غير قادرين على الشراء كما في السابق رغم العروض ورخص الأسعار، وأصبحوا يبحثون عن الأقل سعراً إلى جانب الأهم، مشيرا إلى أن أهل غزة باتوا يعتبرون في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها كثيراً من البضائع كماليات وليست أساسيات.
لا جدوى وفي ذات السياق، قال الخبير الاقتصادي د. ماهر الطباع إن نحو ربع سكان قطاع غزة لا يوجد لديهم مصدر دخل، بعد توقف الأنشطة الاقتصادية التي كانت تعتمد في تشغيلها على الأنفاق وما يصل عبرها من مواد بناء ومواد خام.
أبو شعبان: بضائع كثيرة بالأسواق ولا مشترين (الجزيرة نت)
وفي حديث للجزيرة نت، لفت الطباع إلى أن الركود الحاد الذي تعيشه الأسواق في غزة أدى لتكدس البضائع وانخفاض حركة الواردات من معبر كرم أبو سالم، ونتج عنه نقص شديد في السيولة النقدية لدى تجار القطاع.
وذكر الخبير الاقتصادي أن التجار يحاولون -عبر التنزيلات والحملات الترويجية التي لم يشهد القطاع لها مثيلا من قبل- تعويض خسائرهم أو على الأقل الحد منها، غير أنه استبعد أن تكون هذه الخطوات مثمرة ومفيدة للتجار.
ونبه الطباع إلى أن تجاراً في غزة باتوا يبيعون بضائعهم بخسارة نتيجة اشتداد الركود وعدم معرفة أحد متى ينتهي، مشدداً على أن كثرة العروض والتنزيلات تدلل على كبر المشكلة وضخامتها وتأثيراتها على الأسواق والتجار.
المصدر : الجزيرة



























تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -