في غزة..الذهب الصيني ملك المرحلة في ظل توالي صعود الأسعار


في غزة..الذهب الصيني ملك المرحلة في ظل توالي صعود الأسعار
07 نيسان 2014
غزة- الاقتصادي-إسلام أبو الهوى- المتتبع لسعر الذهب في فلسطين يجد أنه دائما في العلالي، يرتفع حينا مع صعود سعر المعدن الأصفر عالميا، لكنه يبقى مرتفعا في حالة هبوطه في الأسواق العالمية، وفي قطاع غزة الذي يشهد مزيدا من حالة التردي الاقتصادي بسبب إغلاق المعابر والأنفاق، واصلت أسعار الذهب ارتفاعها رغم انخفاضها مؤخرا في الأسواق العالمية لتفرض واقعا صعبا تحديدا على الأزواج الشابة.

الذهب الصيني حل سحري
وفي ظل ارتفاع أسعار الذهب بشكل لا يتناسب مع تراجع الوضع الاقتصادي المتردي في قطاع غزة اتجه أهالي القطاع لإيجاد البديل كحل مؤقت، "الذهب الصيني " كان الحل السحري لكثير من المواطنين لإتمام مناسباتهم وبأسعار مناسبة لأوضاعهم المادية البسيطة في حين كان السبب في جلب المشاكل لآخرين اشتروا الذهب الصيني على أنه ذهب أصلي.

تقول الشابة ياسمين :"كان ارتفاع سعر الذهب هو العائق أمام اتمام زواجي حيث ما تبقى معي من مهري لا يكفي لشراء الذهب خاصة في ظل ارتفاع سعره، ما اضطرني للانتظار لعل سعره ينخفض"، مشيرة إلى أنها في نهاية الأمر اتفقت مع خطيبها على شراء الذهب الصيني بدلا من الأصلي.

وتكمل :" في بداية الأمر تخوفنا كثيرا خاصة أننا قمنا بذلك دون إخبار أهلنا لكنه سرعان ما قبل بسبب عدم وجود بدائل أخرى إلى جانب التخفيف من معاناة التفكير والانتظار.
بدوره يقول أم الوليد –بائع ذهب صيني- :" ظهر الذهب الصيني بعد ارتفاع اسعار الذهب بشكل كبير ما عزف المواطنون عن شرائه، مؤكدا أنه يتميز بنفس لون الذهب الأصفر وقليلا ما يستطيع أحد تفريقه عن الذهب الأصلي إلى جانب رخص ثمنه بأشكاله المتعددة.
وأضاف:" يرتاد محلنا الكثير من العرسان لشراء الذهب الصيني بسبب الوضع المتأزم وارتفاع سعر الذهب، مشيرا إلى أن الذهب الصيني ساعد الكثير في اتمام زواجهم وخفف من معاناة المقبلين على الزواج.

تخفيف عن العرسان
يقول ابو جهاد :" الذهب الصيني لم يؤثر علي تجارتنا لكنه ساهم في التخفيف عن العرسان الشباب في تأمين ذهب يتباهون به أمام الناس، مؤكدا على اهتمام المجتمع الغزي بالمظاهر الاجتماعية المتوارثة عن الأجداد بالتباهي بالذهب في المناسبات السعيدة، مؤكدا التزام السوق بأسعار السوق العالمي لكن هناك فروقات في سعر المصنعية وتبلغ حوالي 20 دولارا.

تذمر من ارتفاع الأسعار
تتذمر الشابة خلود الكفارنة من تذبذب أسعار الذهب المستمر قائلة:" حين قررنا شراء الذهب كان سعر الغرام 26 دينارا، لكن تأخر تدبير المهر جعلنا ننتظر يومين فإذا بسعر الغرام يرتفع إلى 28 دينارا" .
وتابعت:" منذ بداية خطبتي وأنا أتابع أسعار الذهب أكثر من أي شيء آخر"، لافتة إلى تردي الأحوال الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة بسبب الحصار الخانق من الاحتلال والجهات المصرية.

بينما يؤكد التاجر ابو حذيفة لولو أن أسعار الذهب في قطاع غزة مرتبط بأسعار السوق العالمي عكس ما يتناقله الناس بأنه لا ينسجم مع الأسعار عالميا، مشيرا إلى أنه أحيانا يزيد أو يقل حوالي 20 دولارا عن السوق العالمي حسب العرض والطلب.

ركود حاد بعد إغلاق المعابر
وبين لولو أن سوق الذهب شهد ركودا حادا بعد إغلاق المعابر والأنفاق بشكل خاص حيث كان يتم الشراء من شركتي طيبة ولا زوردي، لافتا إلى أن  سعر الدولار لا يؤثر على سعر الذهب سواء ارتفع او انخفض.
ولفت إلى أن حركة بيع الذهب ضعيفة جدا بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية خاصة بعد اغلاق الأنفاق ووقف الكثير من القطاعات التي كانت تحرك من عجلة البيع والشراء، منوها إلى أن هناك غلاءا فاحشا في أسعار البضائع والتي لا تتناسب مع دخل المواطن الغزي في ظل تأخر الرواتب.

سلبيات الذهب الصيني
واعترض لولو على تسمية الذهب الصيني بالذهب :" إنه فالصو صيني ولا يمت للذهب بصلة إلى جانب أضراره على الجلد لما يسببه من حساسية"، لافتا إلى أن العديد من المواطنين وقعوا ضخية هذا الذهب حيث اشتروه على أنه ذهب حر.
وأوضح أن الحروب تؤثر على الذهب حيث يتجه المستثمرون لشرائه لأنه يبقى ملاذا آمنا بعيدا عن خطورة تدهور أسعار العملات الأخرى.

في السياق نفسه،  أكد المحلل الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع على ارتباط اسعار الذهب في قطاع غزة بالأسعار العالمية، لافتا إلى أن قيمة المصنعية هي التي تختلف من تاجر إلى آخر بسبب شكل وتصميم القطع الذهبية.

أسعار الذهب تضاعفت خلال ست سنوات
وأشار الطباع إلى أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعا ملحوظا في السنوات الست الأخيرة حيث تضاعفت الأسعار بنسبة 100% نتيجة الأزمة المالية العالمية التي جعلت التوجه للاستثمار في الذهب بصفته الأكثر أمانا، ما أدى إلى الارتفاع الكبير في الأسعار حيث تجاوز سعر الأونصة 1950دولارا اميركيا في حين تراجع اليوم سعر الأونصة ليصل إلى 1350 دولارا أميركا.

ولفت الطباع إلى أن أسعار الذهب في فلسطين بشكل عام مرتفعة جدا نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها بسبب الحصار المطبق على كافة القطاعات، ما أدى إلى عزوف المواطنين عن شراء الذهب الحر واستبداله بالذهب الصيني الذي يتناسب مع امكانياتهم المتاحة خاصة بعد وصول سعر غرام الذهب إلى 30 دينارا.

وأوضح أن الذي يتحكم باستقرار أسعار الذهب هو الاستقرار السياسي في العالم لأنه في حال حدوث حرب يتجه المستثمرون لاستثمار أموالهم في الذهب باعتباره الملاذ الآمن، منوها إلى وجود علاقة عكسية بين أسعار المعادن والعملات فإذا ارتفعت أسعار العملات انخفضت أسعار المعادن  وفي حال تأثر الدولار بأي انخفاض ترتفع المعادن بشكل كبير.

توقعات باستقرار الأسعار
وتوقع الطباع استقرار في أسعار الذهب إلا في حال حدوث حرب فحينها يرتفع سعر الذهب.
ويرى الشاب محمد حسن أن ما قيل عن تحديد المهور سيزيد من ظاهرة العنوسة على الأرض ، فالكثير سيمتنع عن الالتزام بهذا القانون ان تم تشريعه بسبب الغلاء الفاحش الذي يعاني منه قطاع غزة، مؤكدا انزعاجه من غلاء المهور الفاحش والذي لا يتناسب مع الوضع الاقتصادي المتردي وعدم توفر فرص عمل للشباب لتمكنهم من توفير كافة الاحتياجات المطلوبة كشاب مقبل على الزواج من مهر وبيت ومصاريف زواج لا تنتهي. 

وأضاف :" أنا شاب في مقتبل العمر أحلم بالزواج لأكمل نصف ديني ولأشعر بالاستقرار بتكوين أسرة، لكن ما أتقاضاه لا يكفي لسد التزامات الزواج"، داعيا الجهات الرسمية في قطاع غزة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه الشباب للتخفيف من معاناتهم والوقوف بجانبهم حتى تحقيق أحلامهم.
وردا على ما تم تداوله في الآونة الاخيرة حول تحديد المهر، قال الصحفي هشام ساق الله عبر المدونة الخاصة به :" المطلوب ليس تحديد المهور وإنما تخفيف مصاريف الزواج".

وأضاف" اعجبتني سابقا خطوه قامت فيها احدى الدول العربية للتخفيف من الزواج حيث حددت مبلغا معينا من المال كحد اقصى للإعفاء من ضريبة تدفع على مهر العروس واكثر من هذا المبلغ يتم فرض عليه ضريبه بنسبة معينة من اجل ان يتم تحديد المهور والحد من المغالاة فيها".
وبين: ان ما نحتاجه هو تخفيف إجراءات الزواج على العريس أيا كان غنيا أم فقيرا، فتكاليف الزواج في غزه أصبحت اليوم بهرجتها كثيرة، وهذا ما يرفع المهور وتكاليف الزواج ويتسبب في عزوف الشباب عن الاقدام عليه في هذه الظروف الصعبة.
يذكر أن الشيخ  سالم سلامة النائب العام في المجلس التشريعي في قطاع غزة نفى نفيا قاطعا ان يكون المجلس قد ناقش قضية تحديد المهور في قطاع غزة وما يتم تناقله في المجالس والدواوين والجلسات الخاصة. 
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -