الإغلاق المتكرر لـ"كرم أبو سالم" ينذر بكوارث اقتصادية

الإغلاق المتكرر لـ"كرم أبو سالم" ينذر بكوارث اقتصادية

غزة- مريم الشوبكي

الإغلاقات المتكررة لمعبر كرم أبو سالم، المعبر الوحيد الذي يغذي قطاع غزة بالمواد الغذائية الأساسية والوقود، تؤدي إلى كارثة إنسانية بسبب شح المواد الأساسية في الأسواق، وتكبد المستوردين خسائر فادحة بسبب حجز بضائعهم في الوقت الذي يستعدون فيه لجلب بضائع موسمية لشهر رمضان الكريم.

معبر حيادي
ويؤكد رئيس اتحاد الصناعات الغذائية تيسير الصفدي أن الاغلاقات المتكررة لمعبر كرم أبو سالم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تهدف لتضييق الخناق على المواطن الفلسطيني، مطالبا بأن يكون معبرا حياديا، وعدم استغلاله لأسباب سياسية.

وقال الصفدي لـ"فلسطين" :" الاحتلال يتعمد في كل حدث سياسي بالتذرع بالحجج الأمنية وإغلاق المعبر الوحيد الذي يغذي قطاع غزة بالمواد الأساسية".

وبين أن إغلاق كرم أبو سالم المتكرر، يؤدي إلى نقص في بعض المواد الأساسية كالألبان والأجبان وحليب الأطفال وكذلك الأدوية، وتصادف إغلاقه الأخير مع تحضير التجار لموسم رمضان الأمر الذي أدى إلى تأخر بضائع هذا الموسم، واستمرار التأخير ينذر بعدم تسويقها وجعل مصيرها التكدس في المخازن للعام القادم.

ولفت الصفدي إلى أن إغلاق المعبر يؤثر على الثروة الحيوانية، خلال الأيام الماضية ,حيث انخفضت أسعار الدواجن نتيجة نقص الأعلاف، الأمر الذي دفع التجار إلى بيع الدجاج بأسعار أقل من تكلفتها بأوزان قليلة قبل نفوقها، وهذا ينسحب على المواشي أيضا.

وأوضح أن التلاعب الإسرائيلي في مواعيد فتح وإغلاق المعبر يكبد المستوردين والتجار والمواطنين خسارة كبيرة، لأنه يتسبب في شح المواد الغذائية مما يدفع التجار إلى احتكار أسعارها بسبب زيادة تكلفتها.

كارثة اقتصادية اجتماعية

وفي سياق متصل حذر مدير العلاقات العامة في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع من حدوث كارثة اقتصادية اجتماعية لقطاع غزة جراء استمرار الحصار الظالم على قطاع غزة، والإغلاق المتكرر لمعبر كرم أبو سالم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الطباع في حديث لـ"فلسطين" إلى أن اغلاق معبر كرم أبو سالم الأخير، يأتي بعد عدة إغلاقات متكررة للمعبر منذ بداية الشهر الحالي بسبب الأعياد اليهودية، وأزمة إغلاق البنوك و التي كان لها أثر كبير على انخفاض حركة الواردات بسبب توقف إصدار الحوالات المالية و الاعتماد المستندية و خطابات الضمان الخاصة بالبضائع المستوردة.

وقال :" كل هذا يأتي في فترة موسمية حرجة، حيث إننا مقبلون على شهر رمضان الكريم و هذا يتطلب استيراد العديد من السلع الموسمية الخاصة برمضان، و خصوصا العديد من سلع المواد الغذائية , إن استمرار الوضع على ما هو علية سوف يكبد التجار و المستوردين ورجال الأعمال خسائر فادحة في الفترة القادمة، ويجعل مصيرها التكدس في المخازن للعام القادم".

وبين أن إغلاق المعبر التجاري مع الاحتلال يكبد المستوردين خسائر إضافية وأعباء مالية لدفع أرضية للميناء والمخازن، وأجرة نقل البضائع إلى المعبر.

وأشار الطباع إلى انخفاض حركة الواردات إلى قطاع غزة خلال النصف الأول من شهر يونيه لعام 2014 بنسبة 42%، مقارنة مع النصف الاول من شهر يونيه لعام 2013 , حيث بلغ عدد الشاحنات الواردة في النصف الأول من شهر يونيه لعام 2014 تقريبا 1426 شاحنة ، مقارنة مع 2435 شاحنة خلال النصف الأول من شهر يونيه لعام 2013، لافتا إلى أن هذه الأرقام تدل على مدى التدهور الاقتصادي و الاجتماعي الذي يعيشه قطاع غزة.

والجدير بالذكر أن قوات الاحتلال أعادت أمس، فتح معبر كرم أبو سالم وهو المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة الذي أغلقته منذ نهاية الأسبوع الماضي ومنعت إدخال البضائع للقطاع المحاصر.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -