أزمة الفكة تعطل المعاملات المالية والاقتصادية في غزة

أزمة الفكة تعطل المعاملات المالية والاقتصادية في غزة

جريدة الإقتصادية - غزة - صلاح أبو حنيدق
تخيم أزمة النقص الحاد في الفكة للعملة النقدية الإسرائيلية المستخدمة في فلسطين على كافة المعاملات الاقتصادية والمالية والخدماتية للتجار والسائقين والمواطنين في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل كثير منها، وخلق حالة من التذمر لدى الغزين.
وتشتد أزمة الفكة في كل عام من هذا الوقت مع اقتراب دخول شهر رمضان نتيجة إقدام التجار والمواطنين على تخزينها لاستخدامها في معاملات البيع والشراء التجارية التي تنشط فيه، ورفض “إسرائيل” إدخال أو استقبال العملات من قطاع غزة منذ 8 سنوات.

ويقول المواطن محمد النونو لـ”الاقتصادية” إن أزمة الفكة انتشرت في كافة مناحي الحياة في غزة، حيث سيطرت على الأسواق والمحال التجارية والمواصلات الداخلية والمصاريف المنزلية.
ويضيف النونو “وأنا ذاهب لعملي صباح كل يوم قبل أن أقول للسائق جهة مقصدي يسألني، معك فكة، طيب كم معك، الأمر الذي دعاني لتوفير خمسة شواقل يومياً لعدم الوقوع في إحراجات ومناوشات مع السائقين”.
ويفيد “أرسلت أخي الصغير بـ50 شيقل لمحل بيع الفواكه والخضار لشراء بـ10شيقل بطاطا فرجع ويداه فارغتان ،وعندما سألته لماذا لم تحضرها ،أجاب لا يوجد فكة مع البائع”.
إلى ذلك عبر المواطن محمد السك عن استيائه الشديد لعدم توفر الفكة، حيث أضحى الإنسان يجول كافة المحال التجارية للحصول على عشرة شواقل فكة.
ويوضح السك “ذهبت قبل يومين أنا وصديق لي لأحد مطاعم بيع الطحل والفشة المعروفة في غزة لتناول وجبة عشاء،وبعد الانتهاء منها،ذهبت لأدفع ثمنها 20شيقل ولكن للأسف لم يكن مع المحاسب فكة الأمر الذي دعاني لإرسال صديقي للبقالة لفك الـ50 شيقل “.
بدوره، قال سائق التاكسي هاني كحيل إن السبب في أزمة الفكة هو إقدام بعض السائقين والتجار والمواطنين بتخزينها للاستفادة منها في تسير أعمالهم على الرغم من معرفتهم بمحدودة الموجود منها في قطاع غزة.
ويضيف كحيل”يركب معي الشخص ويدفع 20شيكل وعند سؤاله معك فكة يجيب بلا،وعند القول له إنزل وفكها من البقالة يخرج 2 شيقل من جيبه بحجة انه لم يكن يعلم بوجودها معه”.
ويؤكد أن أزمة الفكة دفعته لسؤال كل مواطن عن المبلغ الذي يحمله قبل أن يصعد للسيارة، الأمر الذي جعله يعاني في التعامل معهم خصوصاً في ظل تحسس كثير منهم من الموضوع.
ويشير إلا أنه يقوم بتخزين كميات من الفكة قبل شهرين من رمضان والعيد في كل عام لضمان بقاء سيولة مالية معه ليستخدمها في معاملاته مع الزبائن.
من جهته، يقول تاجر المواد التموينية أبو سمير إنه يخزن 1000شيقل من الفكة ف  كل عام مع اقتراب رمضان و العيد ليتمكن من مزاولة عمليات البيع والشراء مع المستهلكين.
ويؤكد أن عمليات البيع والشراء لديه ستتعطل في حال عدم توفر الفكة لديه خصوصاً في ظل أن معظم المشترين يأتون بمبالغ لا تقل عن 50شيقل.
بدوره، يقول الخبير الاقتصادي ماهر الطباع إن إسرائيل تفرض منذ 8سنوات قيوداً مشددة على نقل الأموال من و إلى قطاع غزة الأمر الذي تسبب بأزمة في السيولة واختفاء الفكه و عدم استقرار أسعار صرف العملات و تداول المهترئة منها في الأسواق.
وأضاف الطباع أن أزمة الفكة تنشط لدى المواطنين والتجار في الأسواق قبل مواسم الأعياد ورمضان حيث يتسبب ذلك بخسائر مادية جسيمة للتجار الصغار لفشل العديد من عمليات  البيع والشراء لديهم.
وأكد أن السلوك العام للمواطنين والتجار تساهم في جزء من الأزمة حيث يخزنون أجزاء كبيرة من الفكة لتيسير تعاملاتهم التجارية من البيع والشراء قبل مواسم البيع المعروفة حتى لا يجدوا أنفسهم غير قادرين على الوفاء باحتياجاتهم.
ونوه إلى أن فروع البنوك في قطاع غزة تشهد إقبالا كبيرا من التجار و المواطنين الذين يطلبون بتزويدهم بمبالغ متفاوتة من الفكه, و لا ينجح الكثيرون منهم في الحصول عليها نتيجة عدم توافرها بكميات كبيرة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -