أزمة الكهرباء تهدد قطاع الدواجن في غزة بالانهيار

أزمة الكهرباء تهدد قطاع الدواجن في غزة بالانهيار
حياة وسوق -حسن دوحان - أمام مزرعته المخصصة لتربية الدواجن في السطر الغربي بخان يونس وقف المواطن رفعت عبد الغفور يتفقد الدجاج الذي نفق عدد كبير منه فيها جراء موجة الحر الخماسينية التي اصابت المنطقة الأربعاء الماضي، وتزامنت مع انقطاع التيار الكهربائي والمياه ما ادى الى الحاق أضرار كبيرة بمزارع الدجاج اللاحم والبياض في قطاع غزة.
يقول عبد الغفور: "رغم أخذي الاحتياطات اللازمة واعلاني الاستنفار في المزرعة الا ان انقطاع التيار الكهربائي والمياه ادى الى نفوق 503 دجاجات يزيد وزن الواحدة عن 2 كيلوغرام، مشيرا الى ان خسائره تقدر بحوالي عشرة آلاف شيقل.
ويوضح ان وزارة الزراعة قامت بحصر الأضرار التي لحقت به، معربا عن أمله بأن يتم تعويضهم عن خسائرهم. ويقول: "لقد فقدنا الأمل بالتعويض لأننا دائما نتعرض للخسائر دون ان يتم تعويضنا من أي جهة".


ويوجد بغزة 1340 مزرعة دجاج لاحم، تربى فيها 2200000 صوص في الدورة التي مدتها 40 يوما وتغطي هذه الكمية حاجة القطاع من الدجاج اللاحم في الشتاء، بينما تزداد في فصل الصيف لتصل إلى 3 ملايين دجاجة شهريا.

الأضرار كبيرة
ويملك المواطن زياد أحمد اربع مزارع دجاج يقدر عدد الدجاج فيها بـ 16 ألف دجاجة نفق منها جراء موجة الحر 2500 دجاجة يبلغ عمرها 40 يوما.
ويتهم أحمد الجهات المختصة في شركة الكهرباء ومصلحة مياه الساحل بعدم وضع خطة لإنقاذ المزارع من أزمات الحر ما ادى الى الحاق خسائر بي تقدر بـ 50000 شيقل.
ويدعو احمد الجهات المختصة للضغط على مصلحة المياه وشركة الكهرباء لدفع التعويضات لأصحاب مزارع الدجاج. ويقول: "في عام 2005 تم تجريف مزارع الدجاج الخاصة بي في منطقة السطر الغربي بخان يونس من قبل قوات الاحتلال دون ان يتم تعويضي بأي شيء" مشيرا الى انه لم يتم تعويض المزارعين عن الأضرار التي لحقت بهم للمرة العاشرة جراء الاعتداءات الاسرائيلية وموجات الحر والصقيع وانقطاع المواد البترولية.
ويناشد أحمد كافة الجهات الحكومية والداعمة تعويض اصحاب مزارع الدجاج جراء الأضرار التي تلحق بهم بشكل مستمر، ويقول: "لقد بتنا نعمل في المزارع خدمة علم، فاذا لم نخسر لا نربح، وأسعار الدجاج غير مشجعة ومنخفضة حاليا اذ يتراوح سعر الكيلو بين 7 الى 8 شواقل لتجار الجملة، بينما في السوق يصل سعر الكيلو الى عشرة شواقل، وهذا السعر لا يغطي التكاليف لأننا بحاجة الى كهرباء دائمة في ظل الحر وهي غير متوفرة ما يضطرنا لتشغيل المولدات احيانا، وهذا يزيد من المصروفات".

"
يا فرحة ما تمت"
المواطن ممدوح زاهر من القرارة لم يجد وسيلة لتوفير قوت أطفاله سوى الاستدانة وعمل مزرعة دجاجة فوق سطح منزله تتسع لستمئة دجاجة ولكن "يا فرحة ما تمت".
يقول زاهر: "لقد نفقت 300 دجاجة من أصل 600 قمت بتربيتها فوق سطح منزلي لتوفير قوت اطفالي". ويضيف: "لقد استدنت ثمن العلف والمعدات، لكن جاءت موجة الحر وانقطاع الكهرباء والمياه لتقضي على أسرتي الحالمة بلقمة العيش الكريمة".
ويتابع زاهر: "لدينا أزمة في الكهرباء التي لا تأتي سوى 12 ساعة يوميا، ومن أجل توفير الإضاءة والتبريد لمزارعنا نضطر لشراء السولار بـ 6 شواقل للتر الواحد، ووزارة الزراعة لا تدعمنا".

الدواجن تموت
ويشكو أصحاب مزارع الدواجن من أنهم اضطروا لبيع ما لديهم من دجاج صغير لا يتجاوز وزنه الكيلو الواحد بأسعار زهيدة حتى لا يتعرضون لخسائر أكبر نتيجة أزمة الكهرباء.
ويقول خالد عبدالله صاحب احدى مزارع الدواجن: "إذا استمرت أزمة الكهرباء سنفقد عملنا ومصدر رزقنا، فمعظم مزارع الدواجن تفضل عدم العمل في الوقت الحالي حتى لا تتعرض لخسائر فادحة نتيجة أزمة الكهرباء"، داعيا إلى إنقاذ قطاع الدواجن من الانهيار في قطاع غزة، خاصة في فصل الصيف الذي يزداد فيه الاستهلاك.
وتتولى 14 فقاسة في قطاع غزة تفريخ أكثر من 3 ملايين بيضة شهريا, تغطى حاجة المربين من صوص اللاحم، لكنها تعاني من عدم توفر الكهرباء اللازمة لعملها ما يهدد بحدوث أزمة كبيرة في قطاع الدواجن.

الدجاج البياض
ولم تسلم مزارع الدجاج البياض من الأضرار، فقد ادت موجة الحر الى نفوق 20000 دجاجة.
وتقدر عدد مزارع الدجاج البياض في قطاع غزة بالمئات، ويبلغ عدد الدجاج فيها 700 ألف دجاجة، أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى انخفاض انتاجها.
ويقول رمزي لبد صاحب احدى مزارع الدجاج البياض: "أدت موجة الحر الأخيرة مع أزمة الكهرباء الى نفوق 100 دجاجة في مزرعتي بحي الشوكة شرق رفح". ويضيف: "كما ان ازمة الكهرباء تؤدي الى تناقص انتاج مزارع الدجاج البياض بشكل كبير لعدم مقدرتنا على توفير الإضاءة الليلية للمزارع"، مشيرا الى ان لديه نحو300 دجاجة بياضة باتت لا تنتج يوميا سوى 200 بيضة بينما كان انتاجها سابقا 600 بيضة.
ويقول: "في العادة كانت أسعار البيض تنخفض مع بدء فصل الصيف لانخفاض الطلب عليها، ولكن انخفاض الإنتاج أدى إلى ارتفاع أسعارها ولكن ليس بشكل كبير".

3
ملايين دولار خسائر
ويقول الخبير الاقتصادي ومدير العلاقات العامة في الغرفة التجارية بقطاع غزة د. ماهر الطباع: حسب المعلومات الواردة، ونتيجة لارتفاع درجات الحرارة في قطاع غزة نفقت مئات آلاف الدجاج من النوع اللاحم والبياض وعشرات الآلاف من الحبش.
ويضيف الطباع: "أدت موجة الحر الخماسينية مع ازمة انقطاع المياه بسبب انقطاع الكهرباء الى نفوق هذا العدد الكبير من الدجاج"، مشيرا الى ان المزارعين لم يتمكنوا من تشغيل المولدات على السولار نتيجة تكاليفه العالية.
وتوقع الطباع ان يؤدي نفوق هذه الكميات الكبيرة من الدجاج في قطاع غزة الى نقص شديد في اللحوم البيضاء ما سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار خاصة مع قرب شهر رمضان.
مدير عام التسويق والمعابر في وزارة الزراعة بغزة تحسين السقا يقول: "نفقت نصف مليون دجاجة من النوع اللاحم و20000 دجاجة من النوع البياض"، مشيرا الى ان القيمة الاجمالية لتلك الخسائر تقدر بحوالي ثلاثة ملايين دولار.
ويضيف: "قمنا في وزارة الزراعة بإحصاء الخسائر في كافة المزارع وسنعمل في حال توفر الأموال من الحكومة أو الجهات الداعمة والاغاثية على تعويض اصحاب مزارع الدجاج".
ويقول السقا: "قطاع الدواجن يعاني من انقطاع التيار الكهربائي ونقص السولار خاصة ان الدجاج اللاحم يحتاج للتبريد والإنارة بشكل مستمر"، محذرا من أن استمرار أزمة الكهرباء ستؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الأسعار بما ينعكس سلبا على المواطنين. ويضيف "أصحاب مزارع الدواجن يتعرضون لخسائر كبيرة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي".




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -