السكان في غزة يعودون لحياتهم تدريجياً في ظل الهدوء الحذر

السكان في غزة يعودون لحياتهم تدريجياً في ظل الهدوء الحذر

استغل سكان قطاع غزة الهدوء الحذر الذي يسود القطاع في ظل الحديث عن موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار، من أجل الاطمئنان على أقربائهم والتسوق.

هشام محمد - غزة
وعادت الحياة لتبدو شبه طبيعية مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية يومها التاسع، ونشطت الحركة الشرائية في أسواق الخضار والبقالة.
ويخيم الحزن على وجوه الفلسطينيين في غزة بعد مقتل 192 فلسطينيا منهم عائلات بأكملها، وقصف عشرات المنازل في مختلف المناطق في القطاع، متسائلين كيف سيستقبل أهالي الضحايا الذين فقدوا عائلاتهم أو ما تبقى منهم عيد الفطر؟
يقول المواطن محمد الخالدي: "على سبيل المثال، الجيش الإسرائيلي قتل عائلة حمد بأكملها في محافظة شمال قطاع غزة من خلال قصف منزلهم ونجا فتى يبلغ من العمر ثماني سنوات ماذا سيفعل الفتى في باقي حياته؟

ويضيف لوكالة "روسيا سيغودنيا": "الأيام القادمة ستفتح جروح الفلسطينيين مع كل مناسبة تطل عليهم ولكن يبقى عنوانهم الصمود والتحدي والإصرار على استمرار الحياة لمواجهة إسرائيل".
ويشير الخالدي إلى أن المواطنين ما زالوا يترقبون الأوضاع الميدانية في غزة، ومن الملاحظ أن الحروب أصبحت لا تؤثر على معنوياتهم والحياة تسير بشكل طبيعي، فهم يشترون ويبيعون ويخرجون إلى السوق قبل موعد الإفطار، "لكنهم متخوفون على أطفالهم لأن الاستهدافات الإسرائيلية طالت الكثير من الأطفال".
أما المواطن أحمد شراب فيقول لوكالة "روسيا سيغودنيا": "أنا ذاهب للسوق وأرى الناس في الشارع كل يقضي مصالحه، مشيراً إلى أن المواطنين عاشوا حروباً أخرى على عكس الإسرائيليين الذين عند سماعهم صواريخ المقاومة يختبئون".
ويقول محمد جمال، صاحب صالون للحلاقة في غزة: "الناس حزينون لما يجري ويحاولون أن يعيشوا مثل العالم لكن يبقي الألم بداخلهم ويشعرون ببعضهم البعض"، مضيفاً أنه يذهب إلى محله في مخيم الشاطئ ليلتقي بأصدقائه ويجلس أمام صالونه"، واصفاً الحركة في الشارع بالضعيفة.
وأشار إلى أن التصعيد أذهب بهجة الاحتفال بشهر رمضان وعيد الفطر خاصة أن التجار وأصحاب المحلات ينتظرون هذه المناسبات التي تنعش الاقتصاد المنهك في غزة.
ويرى ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي الفلسطيني، أن قطاع غزة يعاني من كارثة اقتصادية قبل التصعيد نتيجة الحصار ومنع الجانب الإسرائيلي إدخال احتياجات القطاع عبر المنفذ الوحيد لهم معبر كرم أبو سالم بعد إغلاق الأنفاق مع مصر.
ويقول لوكالة "روسيا سيغودنيا" إن "منع الاحتلال إدخال مواد البناء بالدرجة الأولى وكافة الاحتياجات فاقم من الأزمة الاقتصادية في القطاع إلى أن أصبحت نسبة البطالة تتجاوز الـ41 % وعدد العاطلين عن العمل تجاوز الـ200 ألف مواطن ونسبة الفقر العادي تجاوزت الـ38 % كل هذه كانت أرقاما ومعطيات بالإضافة إلى أزمة موظفي غزة الـ40 % الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر كل هذا أدى إلى كارثة اقتصادية مع حلول شهر رمضان بما يتطلبه من مستلزمات إضافية وأعباء مالية على الأسر الفلسطينية.
وبين أن التصعيد الأخير وجه ضربة قاصمة للاقتصاد في القطاع نتيجة توقف الحياة الاقتصادية على مدار أيام التصعيد.
ويضيف الخبير الاقتصادي أن الحركة الشرائية في الأسواق كانت لاحتياجات شهر رمضان والخضروات فقط، أما باقي المحلات التجارية فكانت مغلقة، مشيراً إلى أن الحياة الاقتصادية مشلولة، المصانع والمحلات التجارية مغلقة حتى قطاع النقل لم يكن في أفضل حال، كما أن التصعيد ضرب بعض المهن الموسمية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -