منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فجر أمس الثلاثاء، استهدف
سلاح طيرانالاحتلال
بشكل مباشر عشرات الأراضي الزراعية ومزارع للدواجن والمواشي، بهدف ضربالأمن الغذائي للقطاع وشن حرب تجويع
لسكانه.
وشن الطيران الحربي والمروحيللاحتلال الإسرائيلي، أكثر من 33 غارة استهدفت أراضي
زراعية وأخرى فارغة، وعدداً منمزارع الدواجن والمواشي، ولم تعرف بعد كلفة الخسائر التي تعرض لها
أصحابها نتيجةاستمرار
العدوان وسقوط صواريخ الاحتلال على غزة.
وقال المدير العام لوزارةالزراعة بقطاع غزة، نزار الوحيدي، لـ"العربي الجديد": "إن
القصف خلال الساعاتالماضية لم يستهدف أراضي خالية كالعادة، وإنما استهدف بشكل مباشر أراضي
زراعية وبعضمزارع
الدواجن والماشية في جميع محافظات القطاع الخمس.
وأكد الوحيدي أنالاستهداف الإسرائيلي للأراضي الزراعية والقطاعات الغذائية لايزال
مستمراً، واصفاًالاعتداءات والقصف عليهما بـ"العمل المقصود"، موضحاً أن
الاحتلال يتعمّد قصف تلكالأهداف وتدميرها في عملية ضغط بشكل غير مباشر على المواطنين والمقاومة.
وأوضحالوحيدي أن الاحتلال يريد تجويع الشعب الفلسطيني في غزة، لافتاً إلى أن
هناك أراضيزراعية
مزروعة، وأخرى يتم تجهيزها للزراعة تم تدميرها بشكل كامل، بالإضافة إلىالعديد من مزارع الدواجن والمواشي والتي
أصيبت بأضرار بالغة.
وقبل نحو أسبوع، شنالطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات مستهدفاً أراضي زراعية في
منطقة المحررات (المستوطنات
المخلاة) جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن خسائر ضخمة لدى المزارعين،قدّرتها وزارة الزراعة بغزة بنحو مليونين
ونصف المليون دولار. واتهم المسؤولالحكومي في غزة الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الأمن الغذائي الفلسطيني
من خلالاستهدافه
للبنية التحتية الخاصة بالإنتاج الغذائي بكل أنواعه.
وبيّن الوحيدي أنوزارته لم تقم حتى الآن بحصر الأضرار بشكلٍ دقيق، إلا أنها مرتفعة بسبب
ازدياد عددالغارات
التي استهدفت تلك الأراضي، متوقعاً أن تزداد وتيرتها خلال الساعات والأيامالمقبلة، نتيجة تركيز الاحتلال عليها.
من جانبه، قال المحلل الاقتصادي الدكتورماهر الطبّاع: "خلال حربي 2008-2009 و 2012 كان
التركيز على قصف وتدمير الأراضيالزراعية، وهو ما يمس الأمن الاقتصادي بشكل عام والغذائي خصوصاً". وأوضح الطبّاعلـ"العربي الجديد" أن الاستهدافات الأخيرة للأرضي الزراعية
تأتي في إطار القضاء علىالنجاحات التي حققها قطاع الزراعة على مدار السنوات السابقة في غزة،
مضيفاً: "تحققالعديد من النجاحات الرائعة في مجال الزراعة، وكان هناك اكتفاء ذاتي في
العديد منالمنتجات
الزراعية، ولذلك فإن اسرائيل تريد استهداف الأمن الغذائي بالقطاع وتدميرتلك الانجازات". وأشار إلى أن القطاع الزراعي بشكل عام بما يتضمنه من
زراعةوتربية للمواشي،
يساهم في الناتج المحلي بشكل كبير، اذ يُشغّل أكثر من أربعين ألفعامل.
وقال الطباع: "إذا استمر القصف بهذا الشكل، فإنه سيؤدي إلى عجز فيالمنتجات الزراعية وغلائها أيضاً، وهذا
غير مستبعد، لأن هذه سياسة استخدمهاالاحتلال الاسرائيلي على مدار السنوات السابقة بتدمير كل ما له صلة
بقطاع الزراعةكتجريف
الأراضي وآبار المياه".