أشجار الزيتون في بنك الأهداف الاسرائيلية غزة.. زرعنا وعدوانهم حول حقولنا إلى حطام

أشجار الزيتون في بنك الأهداف الاسرائيلية 
غزة.. زرعنا وعدوانهم حول حقولنا إلى حطام

محلل: غزة ستكون مجبرة على استيراد سلع زراعية بعد أن حققت فيها اكتفاء ذاتيا
غزة - الحياة الاقتصادية-عماد عبد الرحمن - يستطيع المتجول في أرجاء قطاع غزة الحصول على قصص وحكايات بضعف عدد سكاننا البالغ 2 مليون نسمة، فبمجرد أن تستوقف أحد المواطنين وتسأله عن حاله تسمع قصصا وحكايات بسيناريوهات مختلفة والمخرج واحد، فالعدوان الإسرائيلي المستمر على الإنسان والشجر والحجر أصاب الجميع ولم يستثن أحدا، فمن لم يصب بأذى في نفسه أصيب في أهله أو بيته أو أرضه أو زرعه.
أشجار الزيتون نالها حظها من همجية العدوان الإسرائيلي وطائراته الحربية مثلها مثل كل شيء في غزة حيث كانت من ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية، فغارات الطائرات الحربية الإسرائيلية أوقعت دمارا وخرابا كبيرا في قطاع الزراعة عموما وأشجار الزيتون خصوصا.
يقول المواطن أبو حسام عقد والدي قراني عام 2005 على طريقته الخاصة، حيث غرس شجرتي زيتون في أرضنا شرق مدينة غزة وأطلق اسمي واسم زوجتي على كل شجرة منهما, وكلما كانت العائلة تجتمع تتذكر هذه القصة، كبرت الشجرتان وأصبحتا من أعلى أشجار الأرض، طرحت زيتونا أصيلا عاما بعد عام، ولكن كان لهمجية الاحتلال أعداء الزيتون رأي آخر حيث قصفت مدافعه الأرض ودمرت أشجار الزيتون وذكرياتنا معها.
ويضيف أبو حسام "سأعمر أرضي من جديد بعد العدوان وسأزرع الزيتون، ولكن هذه المرة سأزرع 3 شجرات وسأطلق عليها أسماء أولادي".
وبدت علامات الصدمة والحسرة واضحة على وجه المهندس الزراعي أبو محمد زيتونية من سكان مدينة غزة وهو ينظر إلى أرضه التي كانت تغص بأشجار الزيتون في بلدة المغراقة جنوب قطاع غزة، وقد أضحت قاحلة من كل شيء إلا من الدمار الذي خلفته صواريخ الطائرات الحربية الإسرائيلية.
ويضيف أبو محمد أن استهداف صواريخ الاحتلال وقذائفه من البر والجو وعبر الزوارق الحربية من البحر، قضى على مئات الأراضي المزروعة بالحمضيات والزيتون والفواكة الأخرى المنتشرة بكافة مناطق القطاع، بجانب قصف الدفيئات الزراعية، مما ألحق أضراراً فادحة بالقطاع الزراعي، مضيفا أن الصاروخ الواحد من الطائرة الحربية أف 16 يعدم ما مساحته 2 الى 3 دونمات من الأراضي الزراعية المزروعة بأشجار الزيتون، ناهيك عن خطر الجفاف الذي يلاحق باقي الأراضي نتيجة قصف خطوط المياه المغذية لها وتدمير آبار الري، مبينا أن إنتاجية أرضه من محصول الزيتون ستتراجع لعشر سنوات حيث أشجار الزيتون من الأشجار المعمرة ولكي تعطي محصولا جيدا يلزم المزارع 10 سنوات من الرعاية والاهتمام حتى تستبدل بجيل جديد من أشجار الزيتون المثمرة، مؤكدا أن لأشجار الزيتون خصوصية لدى المزارع الفلسطيني فهي بالنسبة له تاريخ وهوية تميزه، مبديا حزنه الشديد على الدمار الكبير الذي لحق بأشجار الزيتون جراء هذه الحرب العدوانية خصوصا مع اقتراب موسم حصاد الزيتون الذي لم يتبق عليه الكثير، مشيرا إلى أن هذا العام من الأعوام التي تعطي فيها أشجار الزيتون محصولا جيدا.
وحذر الخبير الاقتصادي الدكتور ماهر الطباع من كارثة زراعية بدأت تتكشف معالمها في قطاع غزة، بعدما تعمد الاحتلال استهداف الأراضي خلال العدوان بهدف القضاء تدريجيا على القطاع الزراعي، وربط إدخال المواد الغذائية بالمعابر التي يتحكم بها.
ويقول الطباع "جرف الاحتلال ودمر مئات الحقول الزراعية وحولها إلى أرض بور، وقد كانت مصدر رزق وحيد لعشرات العائلات، الأمر الذي يزيد من الأعباء الاقتصادية على المواطن، ويقتل الإنتاج الزراعي المحلي".
ويشير الطباع إلى جملة من المخاطر التي تهدد الحياة الزراعية في غزة، أبرزها تراجع إنتاجية الأراضي الزراعية وضعف خصوبة التربة وجودة المحصول، وعدم قدرة المزارعين على تشغيل المولدات لسقاية مزروعاتهم لشح كميات الوقود وتدمير محطة الكهرباء الوحيدة.
ونوه الطباع الى أن القطاع الزراعي في غزة نجح خلال السنوات السابقة بتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من أصناف الزيتون والفواكه والخضراوات، ولكن العدوان أرجعها إلى نقطة الصفر بعد تدمير الأراضي والدفيئات الزراعية، خصوصا في منطقة المحررات وسط القطاع.
ويذكر الطباع أن قطاع غزة سيُجبر على استيراد العديد من السلع الزراعية التي سبق وأن حقق فيها اكتفاء ذاتيا، عبر المعابر الحدودية التي يشرف عليها الاحتلال، الأمر الذي يربط دخولها وتوفرها في الأسواق المحلية بفتح المعبر أو إقفاله.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -