ارتفاع الدولار وانخفاض الشيقل.. آثار إيجابية وسلبية على السوق!

ارتفاع الدولار وانخفاض الشيقل.. آثار إيجابية وسلبية على السوق! 

غزة- صفاء عاشور

يتأثر المواطن الغزي بشكل قوي من ارتفاع سعر صرف الدولار وانخفاض قيمة الشيكل نظراً لارتباطه الوثيق بهاتين العملتين الأساسيتين في تعاملاته التجارية المختلفة وهو ما ترك آثاراً إيجابية على البعض وسلبية على البعض الآخر.
وأكد مختصان في الشأن الاقتصادي أن ارتفاع صرف الدولار مقابل الشيقل سينعكس على التعاملات التجارية ومن المتوقع أن يؤدي إلى ارتفاع في أسعار السلع بكافة أنواعها سواء المستوردة أو محلية الصنع.
ويشهد الدولار ارتفاعاً واضحاً مع تحسن الاقتصاد الأمريكي وإنهاء سياسة التيسير الكمي بشكل نهائي بالتزامن مع انخفاض في قيمة الشيقل نظراً للأضرار الاقتصادية التي لحقت بـ(إسرائيل) بعد الحرب على قطاع غزة.
وأوضح المختص الاقتصادي معين رجب أن انخفاض قيمة الشيقل وارتفاع الدولار سيؤثر كل سلعة على حدة من حيث مصدر إنتاجها وشرائها، فإذا كانت السلعة مستوردة ويتم شراؤها بالدولار الأمريكي فستكون التكلفة مرتفعة بهذه الحالة سيرتفع سعر السلعة لأنه قد تم سداد الشيقل بقيمة أكبر.
وقال في حديث لـ"فلسطين" إن:" قيمة سعر السلعة سيتوقف على السعر الذي سيحدده المنتج أو المستورد فقد يستغل الفرصة ويزيد من سعر السلعة بأكثر من سعر الدولار، وقد يكتفي بنفس النسبة، وربما قد يقلل حسب توقعاته للطلب على هذه السلعة من حيث أهميتها للمستهلك".
وأضاف رجب:" البائع يلعب دوراً بهذا الشأن حيث يمكن أن يتحمل فارق السعر أو لا، فالأمر رهن بكل سلعة على حدة"، محذراً من قيام التجار باستغلال هذه الفرصة ورفع السعر دون مبرر.
وأردف:" أما بالنسبة للسلع المنتجة محلياً فهي تتأثر إذا كانت المواد الخام المعتمدة عليها مستوردة بالدولار"، مؤكداً على وجود دور هام لوزارة الاقتصاد الوطني ودائرة حماية المستهلك ودور لذوي الاختصاص من مؤسسات المجتمع المدني.
وبين أن كل سلعة على حدة يجب بحث وضعها الخاص ومدى تأثرها بانخفاض سعر صرف الشيقل وارتفاع سعر صرف الدولار، داعياً بألا يكون هناك تحيز لأي جانب وأن تكون السياسة قائمة على التوازن دون أن يتضرر التاجر أو البائع أو المستهلك.
ونوه رجب إلى أنه يمكن للتجار والمستوردين البحث عن بدائل لسلع أرخص بغض النظر عن تقلبات سعر الصرف للعملات، حيث لا يوجد حظر من قبل الاحتلال الإسرائيلي على السلع التي يستوردها التجار من أي بلد من بلدان العالم.
وأشار إلى أن مهمة التاجر أن يبحث عن السلعة الجيدة والسعر المناسب وبالتالي تتحقق مصلحة الطرفين التاجر والمستهلك في آن واحد.
وشدد رجب على أن لكل سلعة خصوصيتها وسعر البيع يتحقق بالسوق الحر ولكن يجب أن لا يترك السوق الحر بدون رقابة وفي كل الأحوال تبقى الرقابة مسئولية السلطة الرسمية ومن حقها تحديد السعر الحقيقي العادل وليس المبالغ به من قبل التجار.


إيجابيات وسلبيات

من جانبه، أكد المحلل الاقتصادي ماهر الطباع أن الاقتصاد الفلسطيني يتأثر بارتفاع وانخفاض أسعار العملات الأجنبية على الشيقل ومن أهمها الدولار الأمريكي وذلك نظراً لعدم وجود عملة فلسطينية متداولة.
وقال في حديث لـ"فلسطين" إن" من الآثار الإيجابية لارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل أنه سيؤدي إلى ارتفاع في رواتب الموظفين العاملين في المؤسسات الدولية والذين يتقاضون رواتبهم بالدولار أو الدينار، مما سيزيد القدرة الشرائية لديهم والقيمة الخاصة برواتبهم".
وأضاف:" وكذلك ارتفاع العائد المالي على أصحاب الشقق والمحلات التجارية حيث إن جميع الإيجارات للشقق و المحلات التجارية بالدولار والدينار الأردني, وارتفاع قيمة المدخرات لدى المواطنين الفلسطينيين حيث إن كافة مدخراتهم بالدولار الأمريكي".
واستدرك الطباع:" ولكن توجد آثار سلبية لارتفاع سعر صرف الشيقل مقابل الدولار, حيث إنه يؤثر بالسلب على القطاع الإنتاجي الذي يعتمد على الاستيراد لتغطية احتياجاته من المواد الخام التي تدخل في عمليات التصنيع".
وتابع:" هذه العوامل سوف تتسبب في ارتفاع سعر السلع بنسبة 10-15% مما يمكن أن تؤدي إلى تقليص معدلات الطلب عليها, كما سوف تؤثر على ارتفاع كافة أسعار السلع المستوردة من الخارج, مما سوف يضيف أعباء جديدة على المستهلكين و يعزز احتمالات حدوث حالة من الركود الاقتصادي".
وأشار الطباع إلى الارتفاع سوف يزيد العبء على طلبة الجامعات والكليات حيث يتم استيفاء الرسوم التعليمية بالدينار الأردني والدولار الأمريكي، مؤكداً أنه في ظل ظروف ضعف القدرة الشرائية وارتفاع البطالة والفقر فارتفاع الأسعار سيزيد من الأعباء الاقتصادية عليهم.
ولفت إلى أن المواطنين الذين يتقاضون رواتبهم بالشيقل وعليهم التزامات بالدولار من أبرز المتضررين، مما سيؤثر على سلة المشتريات على المواطن الذي يتقاضى راتبه بالشيقل.
حكومة الاحتلال كانت في السابق تضخ كميات كبيرة في السوق لتجاوز المرحلة الحالية ولكن المشكلة ليست في حكومة الاحتلال بل إن الدولار مرتفع عالمياً والشيقل تأثر نتيجة للأوضاع الاقتصادية بشكل مضاعف نتيجة للأوضاع الاقتصادية لـ (إسرائيل) بعد الحرب. 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -