القروض.. ملاذ قسري للغزيين

القروض.. ملاذ قسري للغزيين
حياة وسوق - سهاد الربايعة - أجبرت سوء الأحوال وصعوبة الظروف الغزيين على اللجوء الى وسائل جديدة للعيش وتسيير شؤون حياتهم اليومية, بسبب انعدام فرص العمل وأنصاف الرواتب, بينها الاقتراض من مؤسسات تعنى بالإقراض والتنمية في غزة تقدم قروضا مالية لمشاريع صغيرة تساهم في سد الحاجة ولو بشيء بسيط.
ظروف سيئة
شادي غانم "30عاما" من مدينة دير البلح يقول: اقترضت مبلغا ماليا لشراء سيارة لأعمل سائقا وأستطيع تدبر امور حياتي, خاصة انني غير متزوج أعيل أسرة مكونة من ستة افراد, مشيرا الى انه كان يعمل في مجال البناء ونظرا لتوقف المشاريع الانشائية أصبح عاطلا عن العمل, الى ان حصل على قرض مالي لإكمال شراء السيارة التي تساعده في مواجهة الظروف الصعبة ومساعدة عائلته في الحصول على بعض المال ليعتاشوا منه بكرامة, منوها الى انه يدفع قسطا شهريا يعادل 70 دولارا للمؤسسة.
من جانبه يقول المواطن فايز المغاري "53عاما" (موظف حكومي): انه لجأ الى أخذ قرض مالي لدفع الرسوم الجامعية لأبنائه.
وأضاف ان لديه ثلاثة من الأبناء يدرسون في الجامعة وراتبه لا يكفي لتسديد الرسوم أو تسيير شؤون المنزل اليومية. وتابع: "الراتب يذهب لتسديد الديون وتسهيل بعض الأمور, والقروض تعمل نوعا ما على تخفيف العبء في مثل هذه الظروف السيئة".
أما المواطنة أم خالد الهمص فعبرت عن استيائها من القروض, مشيرة الى ان ضيق الحال وقلة فرص العمل في غزة اجبرت اغلب سكان القطاع على الاعتماد على القروض.
وقالت: "تأخر رواتب الموظفين زادت الطين بلة", مشيرة الى انها اقترضت ثلاث مرات على مدار اربع سنوات لإنهاء بعض الأمور المالية التي تراكمت عليها بين ديون معيشية ورسوم جامعية. وأضافت انها تدفع اقساطا شهرية تعادل 160 دولارا لمؤسسة اقراض وتنمية بغزة.

اقبال متزايد
وأوضحت منى العلمي مديرة المكتب الاقليمي للمؤسسة الفلسطينية للاقراض والتنمية "فاتن" في غزة ان الظروف الاقتصادية السيئة بالقطاع زادت من اقبال الناس على الاقتراض من المؤسسة. واضافت ان الأعداد في تزايد خاصة من قبل الشباب والرياديين المقبلين على فتح مشاريع صغيرة لكسب الرزق, مشيرة الى ان خدمات "فاتن" تستهدف ذوي الدخل المحدود.
وأكدت ان المؤسسة لها 24 فرعا في الضفة وقطاع غزة وتقدم خدماتها على مستوى كافة المحافظات.
وقالت العلمي: مؤسسة "فاتن" منذ نشأتها عام 1999 تقدم جملة من القروض المتنوعة بين شخصية وقروض مشاريع واسكا , اضافة الى قروض خاصة بالطلبة الجامعيين لدفع الرسوم الجامعية والعلاج وغيرها من القروض التي تساهم في تخفيف العبء عن المواطنين, مشيرة الى ان المؤسسة تقدم خدماتها الاقراضية والتنموية لفئات لا تتعامل معها البنوك كالعمال والمزارعين من خلال قروض المشاريع لفتح مشاريع جديدة أو دعم المشروع القائم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع.

توفر التسهيلات
واشارت العلمي الى ان عدد المقترضين من المؤسسة بلغ حوالي 30 ألفا في الضفة والقطاع, مؤكدة ان المؤسسة تتعامل بنظام القرض الاسلامي والتجاري والمرابحة لتتناسب مع كل الفئات من المقترضين.
وبينت العلمي ان حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي بغزة جعل القروض هدفا للكثير من المواطنين, وان العديد من المواطنين اقبلوا على الاقتراض بشكل كبير في مرحلة الاعمار لإكمال بناء السكن من خلال قروض الاسكان الى جانب اقتراض التجار من أجل اكمال مشاريعهم او فتح مشروع جديد.
وأكدت ان المؤسسة تقدم تسهيلات لتسديد الأقساط من قبل المقترضين, خاصة مع تأخر دفع الرواتب للموظفين وسوء الوضع الاقتصادي العام في القطاع, مشيرة الى انه خلال الحرب تم ازاحة دفعات عن المواطنين نظرا للظروف وعدم مقدرة العديد منهم على السداد, اضافة الى الاكتفاء بأخذ جزء من مبلغ القسط للتسهيل على المواطنين.
وقالت: المؤسسة اعفت ذوي شهداء الحرب الأخيرة من دفع الأقساط المتبقية على الأفراد الذين استشهدوا فيها وكانوا من مستفيدي المؤسسة.
واضافت العلمي: المؤسسة تقدم المساعدة للذين فقدوا مشاريعهم خلال فترة الحرب من خلال اعادة التمويل, اضافة الى اعفاء البعض من احتساب غرامات التأخير مراعاة للوضع القائم.
وطالبت العلمي الجهات الداعمة بزيادة الدعم لمؤسسات الاقراض لتستمر في تقديم خدماتها للمواطنين, اضافة الى ضمان مشاريع الاقتراض, وتمنت على المواطنين الالتزام قدر الامكان بتسديد جزء من الأقساط لتستطيع المؤسسة الايفاء بالتزاماتها, مبينة ان المبالغ التي تحصل عليها من تسديد الأقساط تقدمها كقروض لمستفيدين آخرين.

ليست حلا
وأكد المحلل الاقتصادي ماهر الطباع ان لجوء مواطني غزة للقروض ليس حلا ووسيلة للاعتماد عليها لحل ازمة قائمة في وضع اقتصادي متدهور لم ينتعش منذ سنوات.
وأضاف: ان سعي المواطنين المتزايد للحصول على القروض من مؤسسات الاقراض والتنمية بغزة جاء نتيجة قلة فرص العمل وانعدام المشاريع الاقتصادية والانمائية للتشغيل, لفتح مشروع صغير لكسب الرزق.
وتابع الطباع ان القروض قد تساهم قليلا في تسهيل اوضاع المواطنين اذا ما استخدمت للمشاريع في محاولة لتحريك عجلة الاقتصاد الميت, خاصة انها تخدم فئة محدودي الدخل, مشيرا الى ان تأخر الرواتب قد يدفع البعض في الوقت الراهن الى الاحجام عن أخذ أي قرض نظرا لعدم القدرة على سداده في موعده, وخوفا من زيادة العبء عليه، خاصة مع عدم استقرار دفع الرواتب وانعدام أي مصادر دخل اخرى للموظفين


تعليقات
تعليقان (2)
إرسال تعليق
  • MEZO MAGDY
    MEZO MAGDY 12 أغسطس 2015 في 12:03 ص

    أنا MEZO MAGDY من النرويج أنا مهندس بحري وجود 2 السفن في عرض البحر. قبل عامين السفن تغطس بلدي وأنا خسارة جميع الأموال لدي لأنني لم المؤمن سفن حتى الان. في بلدي الارتباك دون معرفة ما يجب القيام به جئت عبر وظيفة في الانترنت عن شركة قرض دعا NAVARO قرض COMPANY الذين يمكن أن تعطيني قرض لأسعار الفائدة منخفضة تصل إلى 2٪، وأنا لا أعتقد أنا فقط قررت في محاولة لبلدي أكبر مفاجأة مدير شركة اسمها جوليا NAVARO الموافقة على القرض لبلدي 5000000 $ التي اعتدت أن أحمل نفسي مرة أخرى إلى العمل. أنصح الجميع إذا كنت بحاجة إلى أي قرض من أي نوع يرجى الاتصال جوليا NAVARO في شركة البريد الإلكتروني: navaroloancompany@yahoo.com وجعل حياتك أفضل.

    إرسال ردحذف
    • Saleh Al-Hatar
      Saleh Al-Hatar 29 سبتمبر 2022 في 8:48 م

      السلام عليكم بالجميع انا اسمي هيثم صالح الحتر من مصر واعيش في المانيا. أود فقط أن أتقدم بالشكر الجزيل لفرع يونيكريديت بإيطاليا على إخلاصهم وانفتاحهم وشفافيتهم وصدقهم وحبهم ودعمهم أثناء وبعد الحصول على أموال قروض منهم. لقد مررت بالكثير في أيدي هؤلاء المحتالين ولن يسمح لي الوقت بقول كل ما مررت به في عام 2021 عبر الإنترنت في الضيف أو الحصول على قرض للحصول على منزل هنا في ألمانيا ولكن الله أجابني صلاة من خلال الدعم والحب من السيدة ريتا التي أعطتني قرضًا بقيمة 190.000.00 يورو ، والتي احتضنتني وتفهمتني على الرغم من شكلي الأولي وعدم صدقتي وبقلبها الطيب وحبها ، أنا الآن مالكة منزل من خلال قرضها بنسبة فائدة 2٪ لقد تعهدت بنشر هذه الأخبار وإخبار العالم أيضًا أنه لا يزال هناك عدد قليل من شركات القروض الجيدة عبر الإنترنت التي يمكنها المساعدة وإحياء العظام الجافة كما كنت في عام 2021.
      لا تفشل في الاستماع إلى هذه الشهادة وقراءتها لأن هذه تجربة حقيقية لتغيير الحياة وأي شخص يحتاج إلى هذا النوع من الاستدارة يجب ألا يتردد أو يشك في ذلك لأنني أثبتت وأقسم بالله في الجنة أن هذه القصة حقيقية و أيضا قصة تجربتي معهم.
      تحقق منها على بريدهم الإلكتروني إذا كنت بحاجة إلى تمويل .. البريد الإلكتروني: Unicreditbranchitaly@accountant.com
      واتس اب: +393509811524

      إرسال ردحذف



      وضع القراءة :
      حجم الخط
      +
      16
      -
      تباعد السطور
      +
      2
      -