للعام التاسع
على التوالى شهر رمضان يأتي في ظل تشديد الحصار
د.ماهر
تيسير الطباع
خبير ومحلل
اقتصادي

كما
يأتي شهر رمضان في ظل إستمرار الانقسام و عدم الوفاق وتفاقم أوضاع وأزمات
المواطنين في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يمر بها قطاع غزة لم يسبق لها مثيل خلال
العقود الاخيرة , حيث أن
استمرار
وتشديد الحصار الظالم ومنع دخول كافة احتياجات قطاع غزة من السلع و البضائع
المختلفة وأهمها مواد البناء و التى تعتبر المشغل و المحرك الرئيسي للعجلة
الاقتصادية في قطاع غزة والتى أدى منعها ودخولها فقط وفق الألية الدولية إلى تعثر
عملية إعادة الإعمار.
وترتفع معدلات الاستهلاك من قبل المواطنين في شهر
رمضان الكريم ، ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل المواطنين معدومي الدخل ,
وتكثر احتياجات المواطنين وتتضاعف المصاريف في هذا الشهر الكريم من خلال الموائد
الرمضانية المختلفة، والتزاماتهم من النواحي الإجتماعية و العائلية في ظل تفاقم
أزمة البطالة و الفقر حيث ارتفعت معدلات البطالة بشكل جنوني وبلغت نسبتها 55% وإرتفع
عدد العاطلين عن العمل لأكثر من ربع مليون شخص , وأصبح ما يزيد عن مليون شخص في
قطاع غزة دون دخل يومي وهذا يشكل 60% من إجمالى السكان , بالإضافة إلى ارتفاع نسبة
الفقر لتصل إلى 39% من إجمالى عدد السكان وانتشار ظاهرة الفقر المدقع والتى بلغت
نسبتها 21%.
ويأتي شهر رمضان و
الأسواق مصابة بحالة كساد وركود اقتصادي في كافة الانشطة الاقتصادية وأهمها القطاع
التجاري الذي يعاني من ضعف في المبيعات نتيجة لضعف القدرة الشرائية لدي المواطنين
, وأصبحت الاسواق التجارية خالية ومهجورة من الزبائن .
إن استمرار الوضع على
ما هو علية سيكبد التجار و المستوردين ورجال الاعمال خسائر فادحة في الفترة
القادمة , ولن يستطيعوا تغطية مصاريفهم الجارية الثابتة نتيجة الانخفاض الحاد في
مبيعاتهم اليومية.
والسؤال الهام الذي
يراود المواطنين , هل يأتي شهر رمضان القادم وقد تغير حال قطاع غزة للأفضل أم لا ؟