الطباع لـ”الاقتصادية”: اتحاد لصناعة البرمجيات في غزة قريبًا

الطباع لـ”الاقتصادية”: اتحاد لصناعة البرمجيات في غزة قريبًا
غزة-ميساء حسني:
يعكف الخبير والمتخصص في قطاع البرمجيات ماهر الطباع على إنشاء اتحاد فلسطيني لصناعة البرمجيات،ويطمح من ورائه إلى تنظيم عملهذا القطاع الحيوي في الوقت الحاضر، بعيدًا عن الفردية والعشوائية.
وبرزت الفكرة لدى الطباع -كما يقول- في ظل الدور الريادي لصناعة البرمجيات في التنمية التي أحدثها في العديد من دول العالم خصوصا في شرق آسيا وأوجدت لعواصمها مكانة متقدمة بين الأمم.
ويرى الطباع خلال حديثه لصحيفة “الاقتصادية”،أهمية أن يكون هناك جسم فلسطيني تخصصي يعتني بصناعة البرمجيات كونها صناعة “نوعية” وتعد مستلزما أساسيا ورئيسيا لكل الصناعات في الوقت الحالي.
وذكر الطباع أن مجمل الصناعات في العالم تعتمد اليوم على البرمجيات، سواء كانت برمجيات إدارية أو إنتاجية، حتى الماكينات الحديثة تعتمد اعتمادًا كليًا على البرمجيات، ومن هنا فإن هذا القطاع حساس جدًا ويحتاج إلى عناية خاصة.

وأكد أن صناعة البرمجيات أصبحت اليوم واحدة من الصناعات الاستراتيجية، فكثير من الصناعات سواء الكهربائية أو الميكانيكية أو صناعة المعدات أو الأخشاب تعتمد عليها بشكل كبير.
ونوه إلى نقطة وصفها بالأكثر أهمية وهي أن هذه الصناعة يمكن أن تتناسب مع الحالة الفلسطينية التي تفرضها حالة الحصار وإغلاق المعابر، نظرًا لأن صناعة البرمجيات تعتمد أولا على الجهود الجيبية والفكرية ولا تحتاج إلى جهد عضلي, وثانيا أنها لا تحتاج لأكثر من جهاز حاسوب موصول بالإنترنت، أي أنها لا تحتاج إلى مواد خام أولية، ومن هنا فإن أهميتها تكمن في كونها صناعة رائدة لها مستقبل وقادرة على أن تستوعب أعداد كبيرة من الخريجين ولا تحتاج إلى رأس مالٍ ضخم.
وتحدث عن سهولة تصدير هذه الصناعة إلى خارج الأراضي الفلسطينية وتحديدا قطاع غزة بسهولة ويسر، دون الاصطدام بعقبات الحصار وإغلاق المعابر، فمثلا يمكن تنفيذ برمجيات في غزة وبيعها في الأسواق العربية والأوروبية فاحتمالية تكلفتها تكون أرخصهنا.
ويعد الطباع إلى جانب كون خبير ومتابع للشأن الاقتصادي المحلي، أحد المبرمجين الأوائل في الأراضي الفلسطينية ويمتلك شركة لإنتاج البرمجيات يقول إنها تطرح برمجياتها في الأسواق المحلية والعربية.
ولتفسير ما سبق بشكل أوضح، ضرب الطباع مثالا على شركته الخاصة، حيث تقوم ببيع برمجيات للضفة الغربية ودول عربية خصوصا مصر والأردن والسعودية ويتابع شخصيًا المنتج الخاص به من خلال الانترنت من إشراف وصيانة وخلاف ذلك، وفق ما أفاد به “الاقتصادية”.
تخصص المستقبل
وتحدث عن نسبة وصفها بالكارثية مستندًا إلى إحصائيات نشرها مركز الإحصاء الفلسطيني عام 2014 حيث بلغت نسبة البطالة بين الخريجين في تخصص الحاسوب في الأراضي الفلسطينية 39.5%، ما بين حاصلين على شهادتيْ الدبلوم والبكالوريوس.
وقال: “هذه نسبة ليست كبيرة بل كارثية في تخصص يعتبر هو المستقبل (صناعة البرمجيات)”، آملا أن يساهم تأسيس الاتحاد المستقبلي في تخفيض نسب البطالة في تخصصات الحاسوب.
وأكد أن صناعة البرمجيات يمكن أن تشكل نقلة نوعية ليصبح في فلسطين تصدير ممنهج للبرمجيات. وأشار إلى أن هناك محاولات لبعض الشركات المحلية في هذا الجانب لكن لا يتم العمل ضمن إطار منظم، فوجود اتحاد يمكن أن يسهل ويوجد فرصة ما، بين الشركات الصانعة بقطاع غزة وشركات تطلب المنتجات في الخارج، من قبيل برامج خدماتية وإدارية وبرامج تصميم صفحات الانترنت.
وبين الطباع أن فكرة إنشاء اتحاد لصناعة البرمجيات هي الآن بين يدى مكتب محاماة مكلف بإعداد النظام الداخلي للاتحاد المستقبلي والبحث في المتطلبات الخاصة لتسجيل هذا الاتحاد. ونبه بأن هذا الاتحاد سيكون صناعي تخصصي بالبرمجيات، وسيكون أحد أذرع اتحاد الصناعات الفلسطينية مثله مثل اتحاد الصناعات الغذائية، اتحاد الصناعات الكيميائية، وغير ذلك.
وأكد أنه في حال أبصر الاتحاد النور على أرض الواقع فتصبح هناك عمليات تنظيم لسوق البرمجيات وحماية الملكية الفكرية، فمثلا العلامة التجارية لشركة ما لا أحد يستطيع أن ينسخها أو يسوقها دون الرجوع إلى الشركة الرئيسية.. هذه من الأمور المهمة التي يمكن أن تساهم في تطوير صناعة البرمجيات.
ولبيانٍ أهمية صناعات البرمجيات يدعم الطباع نظريته بالتنويه إلى أن هذه الصناعة باتت أحد أهم المدخولات لدى دولة كالهند مثلا بعد أن أولتها رعاية واهتمام رسميَيْن.
وتعتبر الهند احدى أهم مصدر للبرمجيات في العالم –وفق إحصاء في عام 2012، ويتم فيها تطوير حوالي 40% من البرمجيات المستخدمة في الهواتف الخلوية، كما تعتبر صناعة تقنية المعلومات إحدى القطاعات النشيطة في الاقتصاد الهندي، وتتخطى عائدات هذا القطاع 100 مليار دولار.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -